«تحوّل مفاجئ».. بدء انتقال منظمات دولية من صنعاء إلى عدن بشكل تدريجي

قررت منظمة رعاية الأطفال نقل عملياتها من العاصمة اليمنية صنعاء التي تخضع لسيطرة جماعة الحوثيين إلى العاصمة المؤقتة عدن، مما يعد دعمًا ملموسًا للحكومة الشرعية في اليمن التي رحبت بهذه الخطوة، وقد أتى هذا القرار استجابة لمطالب الحكومة المتكررة بضمان تنفيذ العمليات الإنسانية من المناطق الخاضعة لسلطة الدولة الشرعية.

أهمية انتقال مقرات المنظمات الإنسانية للعاصمة عدن

أكدت الحكومة اليمنية أن انتقال مقرات المنظمات الدولية إلى عدن يسهم بشكل كبير في تحسين بيئة العمل الإنساني، وقد شددت الحكومة أكثر من مرة على أهمية اتخاذ هذه الخطوة لضمان وصول الدعم إلى مستحقيه بعيدًا عن التدخلات غير القانونية، ويتيح العمل من مناطق سيطرة الدولة للحكومة تنفيذ برامجها الإنسانية بشفافية وتناغم مع المنظمات الدولية المعنية، كما أن هذه الخطوة تمثل دعمًا لجهود استعادة السيطرة المؤسسية على العمليات الإنسانية والإغاثية

واعتبر الوزير محمد سعيد الزعوري، أن تعاون المنظمات الدولية مع الحكومة من داخل عدن يعزز من روح الشراكة الفعالة، مشيرًا إلى أن النقل يأتي ضمن إطار التزام المنظمات بمعايير وأطر العمل القانونية والإنسانية، مما يصب في تحقيق أفضل نتائج تخدم المجتمعات المحلية.

شفافية العمل الإنساني في مناطق الشرعية

عملت الحكومة اليمنية خلال الأشهر الماضية على تعزيز وجود المنظمات الإنسانية في المناطق الواقعة تحت سيادتها، وقد أكد الوزير الزعوري أثناء مناقشاته مع المدير القطري لمنظمة رعاية الأطفال، أهمية تعزيز الشراكات لدعم الفئات المحتاجة، بما يشمل تنفيذ مشاريع تدريبية وإنسانية مشتركة تلبي احتياجات المجتمع، كما أوضح أن نقل العمليات لمنطقة عدن يضمن بيئة عمل آمنة تخلو من المضايقات أو التوجيهات غير القانونية التي تؤثر على مخرجات العمل الإنساني

وفي سياق متصل، أشار الزعوري إلى أن خطوات الحكومة تعكس حرصها على دعم كل الجهات الإنسانية والاغاثية بما يتماشى مع قوانين البلاد، وهذا النقل يعد خطوة إيجابية نحو تعزيز برامج التنمية والعدالة الاجتماعية للمستفيدين الحقيقيين.

جهود الحكومة اليمنية في تنظيم العمل الإنساني

عملت الحكومة اليمنية على مدار السنوات الماضية على حماية العمل الإنساني من أي استغلال سياسي أو تدخلي، حيث كثّفت مناشداتها لمنظمات الإغاثة الدولية لنقل مراكز عملها ومقراتها الرئيسية من صنعاء إلى المناطق المحررة، وفي هذا السياق، تأتي خطوة نقل منظمة رعاية الأطفال كإجابة عملية لهذه المناشدات، كما أن الحكومة تهدف إلى خلق مسار مستدام للتنمية الإنسانية من خلال تعزيز الشفافية وانفتاح المساعدات على مستويات متعددة.

باختصار، يمثل انتقال المنظمات الدولية مثل منظمة رعاية الأطفال خطوة استراتيجية نحو إدارة فعالة للملف الإنساني في اليمن، بحيث يضمن تقديم المساعدات بشكل عادل ومنظم من خلال الشفافية والابتعاد عن كافة التدخلات السياسية، كما يعكس هذا النقل الثقة المتبادلة بين المنظمات والحكومة اليمنية في تحسين الأوضاع الإنسانية.