تداخل راديوي من أقمار ستارلينك يعرقل أداء المراصد الأرضية.. ما هي التداعيات؟

تداخل إشارات أقمار ستارلينك الراديوية يؤثر على بيانات المراصد الفلكية الأرضية بشكل كبير، مما يثير قلق الباحثين حول جودة المعلومات العلمية المستخلصة من التلسكوبات الراديوية. كشفت دراسة حديثة من جامعة Curtin أن أكثر من 76 مليون صورة فلكية راديوية تأثرت بإشارات غير مرغوب فيها ناتجة عن شبكة ستارلينك الضخمة التي تضم أكثر من 7,000 قمر صناعي، حيث أدت هذه التداخلات إلى تشويش يصل إلى 30% في بعض مجموعات البيانات.

تأثير التداخل الراديوي لأقمار ستارلينك على دقة بيانات المراصد الفلكية الأرضية

تعتمد المراصد الفلكية الراديوية على الترددات المحمية لضمان الحصول على بيانات دقيقة بخصوص الظواهر الكونية، لكن الدراسة كشفت أن تداخلات أقمار ستارلينك تتعدى حدود الترددات المخصصة لهذه الأبحاث العلمية، خاصة حول تردد 150.8 ميغاهرتز؛ وهو نطاق حيوي للرصد الفلكي الراديوي. أظهرت النتائج أن نحو 700 قمر صناعي ضمن الشبكة يصدر إشارات لا تُقصد بها البث الراديوي، بل ترتبط بأنظمة إلكترونية داخلية في الأقمار الصناعية، مما يجعل من الصعب التنبؤ بهذه التداخلات والتحكم فيها.

الأسباب والتحديات التقنية وراء تداخل إشارات أقمار ستارلينك مع الملاحظات الأرضية

تعتقد الأبحاث أن التداخل غير المقصود مصدره الإلكترونيات الداخلية للأقمار الصناعية، حيث تتغير هذه الإشارات باستمرار ولا يمكن للعلماء حجبها بسهولة، ما يعرقل جودة المراقبات الراديوية. تعتمد التلسكوبات على مناطق هدوء راديوية لتسجيل البيانات؛ ومع زيادة أعداد الأقمار الصناعية مثل شبكة ستارلينك وغيرها، فإن الحلول الحالية مثل الفلاتر أو جدولة التصوير لا توفر معالجة شاملة للمشكلة. علاوة على ذلك، فإن اللوائح الدولية الخاصة باستخدام الترددات تعنى فقط بالبث المقصود، ولا تشمل التسربات أو الإشعاعات غير المقصودة، ما يستوجب تحديث هذه القوانين لمواكبة التطور التقني.

مستقبل أبحاث الفضاء بين التداخل الراديوي وأهمية تطوير معايير حماية التلسكوبات الفلكية

حذرت الدراسة من أن تزايد أعداد الأقمار الصناعية قد يؤثر سلبًا على مصداقية البحث العلمي في علم الفلك الراديوي، خاصة مع تواجد الشبكات الكبرى مثل ستارلينك التي تتخطى الآلاف من الأقمار. طرح النقاش حول نقل التلسكوبات إلى الفضاء بديلاً لتجنب التداخلات، إلا أن التلسكوبات الأرضية لا تزال تبقى ضرورية للدراسات الواسعة المدى والطويلة الأمد. وأكدت الدراسة أن شركة سبيس إكس تحترم اللوائح الدولية المعمول بها، لكنها حين تطورت الشبكة بهذه السرعة، أصبحت الحاجة ملحة لمراجعة تلك اللوائح لتشمل تأثير التداخلات الراديوية غير المقصودة على العلوم الدقيقة.

العامل التفصيل
عدد الأقمار الصناعية في ستارلينك أكثر من 7,000 قمر في المدار وقت الدراسة
عدد الأقمار التي أصدرت إشارات تداخل نحو 1,800 قمر صناعي
التردد المتأثر بشكل كبير 150.8 ميغاهرتز
نسبة الصور المتأثرة بالتداخل حتى 30% في بعض المجموعات