تراجع أسعار النفط بنحو ملحوظ اليوم الاثنين 4-8-2025 بعد اتفاق أوبك+.. كم بلغت الخسائر؟

هبوط أسعار النفط اليوم الاثنين 4-8-2025 جاء بعد إعلان اتفاق أوبك+ زيادة كبيرة في إنتاج النفط لشهر سبتمبر، ما أثر على توازن السوق وزاد المعروض، بينما حدت مخاوف تعطل إمدادات النفط الروسي إلى الهند من انحدار الأسعار بشكل أكبر خلال بداية الأسبوع.

تحليل أسباب هبوط أسعار النفط اليوم الاثنين 4-8-2025 بعد اتفاق أوبك+

شهدت أسعار النفط تراجعًا خلال تعاملات اليوم الاثنين 4 أغسطس 2025، بعد موافقة تحالف أوبك+ على زيادة إنتاج النفط بمقدار 547 ألف برميل يوميًا في سبتمبر المقبل، وهو ما رفع المعروض في الأسواق بشكل ملحوظ؛ حيث هبط سعر العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 18 سنتًا ليصل إلى 69.49 دولارًا للبرميل، فيما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 12 سنتًا مسجلاً 67.21 دولارًا للبرميل، بعد تسجيل خسائر تجاوزت دولارين في جلسة الجمعة الماضية.

تأتي هذه الزيادة ضمن سياسة أوبك+ للرفع التدريجي للإنتاج بهدف استعادة حصتها السوقية بعد تخفيضات كبيرة سابقة، بالإضافة إلى زيادة مستقلة في إنتاج الإمارات، ما يجعل إجمالي زيادة الإنتاج حول 2.5 مليون برميل يوميًا، أي نحو 2.4% من الطلب العالمي على النفط.

دور المخاوف الجيوسياسية وتأثيرها على أسعار النفط بعد اتفاق أوبك+

بالرغم من الزيادة في الإنتاج، لا تزال حالة عدم اليقين الجيوسياسي تلقي بظلالها على السوق، حيث تبرز المخاوف من فرض عقوبات أمريكية جديدة على روسيا، التي تعد من كبار موردي النفط، ما يمكن أن يحد من الإمدادات العالمية. وأثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهديدات بفرض رسوم جمركية ثانوية تبلغ 100% على مشتري النفط الروسي، كوسيلة للضغط على موسكو لوقف العمليات العسكرية في أوكرانيا.

كما سجلت بيانات تداول ناقلات النفط الروسي تغيرًا بنقل مسار بعض الناقلات بعيدًا عن الهند، ما يعكس تأثير هذه العقوبات على التجارة النفطية. وحذر محللو بنك «آي إن جي» من أن توقف إمدادات النفط الروسي إلى الهند قد يهدد نحو 1.7 مليون برميل يوميًا من الخام، ما يوازن بين زيادات الإنتاج المرتقبة من أوبك+.

مع ذلك، أشارت مصادر حكومية هندية إلى أن البلاد لا تنوي التوقف عن استيراد النفط الروسي رغم الضغوط الخارجية، مما يضيف بعدًا جديدًا لهذا التوازن الدقيق في السوق.

توقعات سوق النفط وأثر اتفاق أوبك+ على الطلب والعرض عالمياً

تتوقع تقديرات بنك جولدمان ساكس أن تكون الزيادة الفعلية في الإمدادات من الدول الثماني المشاركة في أوبك+ نحو 1.7 مليون برميل يوميًا فقط، نتيجة تقليل بعض الدول لإنتاجها لتعويض فائض سابق؛ ويشير المحللون إلى أن تحالف أوبك+ سيظل مرنًا في التعامل مع التطورات الجيوسياسية، وقد يحافظ على مستويات الإنتاج الحالية بعد سبتمبر.

تشير بيانات السوق أيضاً إلى مخاوف حقيقية بشأن تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية على الاقتصاد العالمي واستهلاك الطاقة، خاصة بعد صدور بيانات نمو الوظائف الأمريكية دون التوقعات، والتي تزيد من الضغوط على طلب النفط.

وبذلك، يظل سوق النفط يواجه تقلبات حادة وسط تعقيدات سياسية وعوامل اقتصادية متشابكة، ما يجعل مراقبة تحركات اتفاق أوبك+ وتفاعلات السوق أمرًا بالغ الأهمية في الفترة القادمة.