تراجع أسواق الخليج اليوم مع بقاء مكاسب الإمارات.. ماذا ينتظر المستثمرون من تحولات الاقتصاد العالمي؟

تتسم أسواق المال الخليجية بتقلبات ملحوظة رغم استمرار مكاسب الأسهم الإماراتية، حيث يترقب المستثمرون التحولات في الاقتصاد العالمي بحذر شديد. حافظت أسهم الإمارات على زخمها الإيجابي وسط تدفقات استثمارية قوية، في حين شهدت معظم الأسواق الخليجية الأخرى تراجعًا بأحجام تداول متفاوتة، مما يعكس حالة من التدافع بين التفاؤل وخوف المستثمرين من عدم الاستقرار العالمي.

تراجع المؤشرات في السعودية وقطر والكويت وسط تصاعد التوترات الاقتصادية

شهدت الأسواق الخليجية تراجعًا واضحًا في مؤشرات العديد من الدول، حيث أغلق مؤشر “تاسي” السعودي عند مستوى 11038 نقطة بانخفاض نسبته 0.5%، متأثرًا بهبوط سهم شركة أرامكو بنسبة 0.7%، وتباينًا في أداء أسهم القطاع المصرفي؛ إذ انخفض سهم الراجحي بنسبة 0.4%، بينما ارتفع سهم البنك السعودي الأول بنسبة 0.8%، مما يعكس حالة من التقلب وعدم اليقين في السوق السعودي. في قطر، سجل مؤشر البورصة تراجعًا طفيفًا بنسبة 0.1% ليغلق عند 10811 نقطة مع تداولات بلغت 563 مليون ريال، بينما شهدت بورصة الكويت تراجعًا حادًا بنسبة 1.2%، وأغلق مؤشر مسقط على انخفاض بنسبة 0.3%، في حين واصل مؤشر البورصة المصرية تراجعه بنسبة 1.4% مغلقًا عند 33473 نقطة، مما يشير إلى أن حالة التوتر العالمي انعكست على أداء الأسواق بشكل عام.

ترقب حذر لتوجهات الفائدة الأمريكية وتأثيرها على الأسواق الخليجية

يراقب المستثمرون في الخليج باهتمام بالغ السياسة النقدية الأمريكية وعوامل تحديد أسعار الفائدة التي يعلنها مجلس الاحتياطي الفيدرالي، خصوصًا بعد صدور بيانات تُظهر ارتفاعًا طفيفًا في مؤشر أسعار المستهلكين، ما يثير توقعات بتعديلات محتملة في السياسة النقدية. وفي تصريحات أثارت الجدل، أكد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أن التضخم لا يزال عند مستويات منخفضة، داعيًا إلى خفض فوري لأسعار الفائدة لدعم النمو الاقتصادي، مما أضاف بعدًا جديدًا لحالة الحذر التي تسيطر على الأسواق المالية الخليجية التي ترتبط بشكل وثيق بالاستقرار المالي العالمي وتدفقات رؤوس الأموال الأجنبية، فكل حركة في معدلات الفائدة تؤثر بشكل مباشر على توجهات المستثمرين.

تقلبات أسعار النفط وتأثيرها المباشر على أسواق الطاقة في الخليج

تواصل أسعار النفط العالمية تحركاتها المتقلبة رغم توقعات بارتفاع الطلب خلال فصل الصيف في أسواق مركزية مثل الصين والولايات المتحدة، حيث انخفض سعر خام برنت بنسبة 0.8%، أي ما يعادل 57 سنتًا ليصل إلى 68.14 دولارًا للبرميل، وسط حالة من التوازن الحذر بين العوامل المؤيدة والتهديدات الناتجة عن السياسات التجارية الأمريكية وتأثيرها المحتمل على الطلب العالمي. تؤثر هذه التقلبات بشكل كبير على أسواق الطاقة الخليجية التي تعتمد بشكل رئيسي على صادرات النفط، حيث يحمل أي تغير في أسعار الخام انعكاسات مباشرة على اقتصادات دول المنطقة وخططها المالية المستقبلية، مما يدفع المستثمرين لاتخاذ قراراتهم ضمن بيئة عدم استقرار مستمرة.

الدولة أداء المؤشر مستوى الإغلاق ملاحظات
الإمارات (دبي) ارتفاع 5974 نقطة أعلى إغلاق منذ يناير 2008 بنسبة 1%
الإمارات (أبوظبي) ارتفاع 10176 نقطة أعلى مستوى منذ يناير 2023، بزيادة 0.3%
السعودية (تاسي) انخفاض 11038 نقطة تراجع بنسبة 0.5%
قطر انخفاض 10811 نقطة تراجع بنسبة 0.1%
الكويت انخفاض غير محدد تراجع حاد بنسبة 1.2%
مسقط انخفاض غير محدد تراجع بنسبة 0.3%
مصر انخفاض 33473 نقطة تراجع بنسبة 1.4%

تشير مؤشرات الأسواق الخليجية إلى حالة من الحذر والسيولة المتحفظة، لا سيما مع وجود عوامل ضاغطة من ارتفاع التضخم العالمي وعدم وضوح توجهات السياسة النقدية الأمريكية، إضافة إلى تقلبات أسعار النفط التي تشكل العامل الحاسم في استقرار الاقتصاد الخليجي. وتأتي هذه الأجواء رغم الأداء القوي للسوق الإماراتي الداعم بالإيجابية السياسية والاقتصادية المحلية، مما يعزز مكانتها في مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية المتزايدة.