تراجع ترامب عن دعم الدولار القوي.. هل يلوح كابوس اقتصادي جديد؟

انخفاض قيمة الدولار وتأثيره على الاقتصاد الأمريكي يشغل اهتمام الرئيس دونالد ترامب الذي غير موقفه فجأة تجاه دعم الدولار القوي، حيث أكد أن ضعف العملة الأمريكية يحقق مكاسب اقتصادية كبيرة ويلعب دورًا مهمًا في تعزيز الصادرات وزيادة أرباح الشركات.

كيف يؤثر انخفاض قيمة الدولار على الصادرات والاقتصاد الأمريكي؟

أوضح ترامب خلال تصريحاته في البيت الأبيض أن الدولار الضعيف يعتبر محفزًا حقيقيًا للتصدير، لأنه يجعل المنتجات الأمريكية أكثر تنافسية في الأسواق العالمية، ما يؤدي إلى زيادة العوائد والأرباح، لكنه أقر في الوقت نفسه برغبته في الحفاظ على عملة قوية، قائلاً: “أنا أريد دولارًا قويًا، لكن الدولار الضعيف يجعلك تجني الكثير من المال”. ولفت إلى أن ارتفاع قيمة الدولار يضعف جاذبية السياحة ويؤثر سلبًا على مبيعات المنتجات المصنوعة في الولايات المتحدة، معتبراً أن الدولار القوي مفيد فقط كأداة لمكافحة التضخم، الذي لم يعد مصدر قلق حاليا. كما شدد على أن ضعف الدولار ينعكس إيجابيًا في رفع إنتاج قطاعات مهمة مثل الشاحنات والمعدات الثقيلة، مستشهداً بشركة كاتربيلر كدليل على ذلك.

تحذيرات من كابوس اقتصادي بسبب تناقضات سياسة ترامب بشأن انخفاض قيمة الدولار

رغم التغيرات في موقف ترامب من دعم الدولار القوي، اعتبر الخبير الاقتصادي بيتر شيف أن هذه السياسة تحمل تناقضًا واضحًا بين الرغبة في عملة قوية وضعيفة في آن واحد، واصفًا هذه الرؤية بأنها ذات طابع تضخمي قد تؤدي إلى مخاطر اقتصادية حقيقية، وحذر من أن السعي لاستمرار انخفاض قيمة الدولار قد يتحول إلى كابوس اقتصادي يهدد استقرار الاقتصاد الأمريكي على المدى الطويل. ويعكس هذا التحذير التراجع الحاد في مؤشر الدولار الأمريكي، الذي انخفض بنسبة 10.8% خلال النصف الأول من عام 2025، مسجلاً أسوأ أداء نصف سنوي منذ انهيار نظام بريتون وودز عام 1973، مع خسائر بلغت 14.4% مقابل الفرنك السويسري، و13.4% مقابل اليورو، و10.5% مقابل الين الياباني، و9.6% أمام الجنيه الإسترليني.

الاستراتيجية الأمريكية وتأثير انخفاض قيمة الدولار على التجارة العالمية والديون

لم ينس ترامب أن يتهم الصين واليابان باتباع سياسة استراتيجية للحفاظ على ضعف عملتيهما، ما يسهل تصدير منتجاتهما ويمنحهما ميزة تنافسية. وأشار إلى أن انخفاض قيمة الدولار يسهل فرض الرسوم الجمركية على الدول الأخرى ويزيد من إيراداتها، بالإضافة إلى تخفيف الأعباء المرتبطة بسداد الديون الأمريكية الضخمة، وهو ما يعزز القدرة المالية لأمريكا في التعامل مع الديون الخارجية. ويمكن تلخيص فوائد ضعف الدولار في الخطوات التالية:

• زيادة تنافسية الصادرات الأمريكية في الأسواق العالمية
• تعزيز إنتاج قطاع التصنيع والميكانيك
• تحسين العوائد من الرسوم الجمركية على الواردات
• تخفيف أعباء سداد الديون السيادية

في سياق متصل، يشهد سعر الدولار مقابل الجنيه المصري تحركات مستمرة؛ حيث بلغ سعر الدولار اليوم السبت 26 يوليو 2025 وفقًا لتقارير السوق، ما يعكس تأثير السياسة النقدية الأمريكية والعوامل الاقتصادية العالمية على معدلات الصرف، بينما تتوسع شركات عالمية مثل “تيدا” في مصر باستثمارات كبيرة تصل إلى 7 مليارات دولار، مستفيدة من تقلبات العملة العالمية وتعزيز العلاقات الاقتصادية.