تراجع جديد في أسعار النفط مع تصاعد التوترات بين واشنطن وبروكسل.. فكيف أثر ذلك على السوق؟

أسعار النفط تتراجع بفعل تصاعد التوترات بين واشنطن وبروكسل، حيث شهدت الأسواق العالمية انخفاضًا ملحوظًا نتيجة الخلافات التجارية المتزايدة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مما أثار قلق المستثمرين بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وتأثير ذلك على الطلب المستقبلي على النفط الخام.

تطورات أسعار النفط وتأثير التوترات بين واشنطن وبروكسل

سجلت أسعار النفط تراجعًا خلال تعاملات الثلاثاء، متأثرة بتصاعد التوترات بين واشنطن وبروكسل، ما زاد المخاوف تجاه ضعف الطلب على النفط عالميًا؛ حيث انخفض خام برنت بنسبة 1% أو ما يعادل 69 سنتًا ليصل إلى 68.52 دولارًا للبرميل، في حين تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 1.03% أو 69 سنتًا مسجلاً 66.51 دولارًا للبرميل. ويُنتظر انتهاء صلاحية عقد تسليم أغسطس لخام غرب تكساس خلال اليوم ذاته، بينما هبط عقد سبتمبر – الأكثر تداولًا – بنسبة 0.82% أو 54 سنتًا إلى 65.41 دولارًا للبرميل، وهذا الانخفاض يعكس حالة القلق المتزايدة بين المستثمرين من استمرار الأزمة بين واشنطن وبروكسل وتأثيرها على سوق النفط.

العقوبات الأمريكية وتداعياتها على سوق النفط في ظل تصاعد التوترات بين واشنطن وبروكسل

تأثرت أسعار النفط سلبًا بضغط زيادة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إذ أشارت بريانكا ساشديفا، كبيرة محللي السوق بشركة “فيليب نوفا”، إلى استمرار الضغوط على الأسواق بسبب ضعف الطلب العالمي الناتج عن هذا النزاع التجاري. توقّع المستثمرون فرض رسوم جمركية جديدة من جانب الولايات المتحدة بقيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خاصة مع اقتراب الموعد النهائي في 1 أغسطس، ما يرفع من حالة عدم التيقن في الأسواق. وفي الوقت ذاته، لم تغب العقوبات الأمريكية على صادرات النفط الروسي عن المشهد؛ إذ تتابع الأسواق تأثير هذه الإجراءات على التوازن بين العرض والطلب بالأسواق النفطية العالمية، ما يزيد من حالة الترقب والتوتر التي تؤثر في تحركات الأسعار عالميًا.

اضطرابات الإمدادات والضغوط جراء تصاعد التوترات بين واشنطن وبروكسل وتأثيرها على أسعار النفط

هدأت المخاوف المتعلقة باضطرابات الإمدادات نتيجة لزيادة إنتاج كبار الدول المنتجة للنفط، مع توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران في 24 يونيو؛ ما خفف من التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وأثر إيجابيًا على استقرار أسواق النفط. ولم يكن تراجع الدولار كافيًا لتعويض الخسائر التي نجم عنها انخفاض أسعار النفط، حيث ساعد ضعف الدولار في تقليل كلفة شراء الخام للمشترين بعملات أخرى، لكن هذه الميزة لم تقدر على عكس تأثير الخلافات التجارية. وحذر توني سيكامور، محلل الأسواق لدى “آي.جي”، من أن تصاعد مخاوف الحرب التجارية طغى على الدعم المقدم من ضعف الدولار، مشيرًا إلى احتمالية تفاقم النزاع بين واشنطن وبروكسل مع تهديد الولايات المتحدة بفرض رسوم جمركية تصل إلى 30% على واردات الاتحاد الأوروبي، في حال تعذر التوصل لاتفاق قبل أغسطس. وسيرد الاتحاد الأوروبي بإجراءات مضادة موسعة وفقًا لدبلوماسيين أوروبيين، ما يزيد من تعقيد المفاوضات ويقلل فرص التوصل إلى تسوية تجارية مرضية بين الطرفين.

• تصاعد التوترات التجارية بين واشنطن وبروكسل زاد من المخاوف بشأن الطلب العالمي على النفط.
• فرض الرسوم الجمركية الأمريكية المتوقعة يشكل تهديدًا للسوق النفطية.
• العقوبات على النفط الروسي تساهم في خلق حالة من عدم الاستقرار في توازن العرض والطلب.
• اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران قلل المخاوف الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
• تراجع الدولار قدم دعمًا نسبيًا لأسعار النفط لكنه لم يعوض تأثير النزاعات التجارية.