«تراجع مفاجئ» لأسعار الذهب بعد اتفاق أمريكي صيني لإلغاء رسوم جمركية مؤقتاً

شهدت أسعار الذهب تراجعات حادة في الأسواق المحلية والعالمية خلال الأيام القليلة الماضية بسبب الإعلان عن اتفاق تجاري مؤقت بين الولايات المتحدة والصين لخفض الرسوم الجمركية، وقد دفع هذا التحسن في العلاقات التجارية المستثمرين للتحول نحو الأصول ذات العوائد المرتفعة مثل الأسهم والسندات متخلين جزئيًا عن الذهب كملاذ آمن، مما انعكس بشكل ملحوظ على حركة الأسعار.

تراجع أسعار الذهب عالمياً بعد اتفاق الصين وأمريكا

سجلت أسعار الذهب العالمية انخفاضًا كبيرًا عقب الإعلان عن الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والصين، حيث انخفض سعر الأوقية بمقدار 107 دولارات ليصل إلى 3218 دولاراً بعدما كان يسجل مستويات مرتفعة خلال الأسبوع الماضي، ويرجع هذا التراجع إلى تحسن العلاقات التجارية بين القوتين الاقتصاديتين، مما دفع المستثمرين نحو الأصول العالية العائد مثل السندات والأسهم، وقد شملت الاتفاقيات تخفيض الولايات المتحدة الرسوم الجمركية من 125% إلى 10%، بينما خفضت الصين قيودها الجمركية لتحفيز النمو التجاري.

عززت هذه التطورات الاقتصادية العالمية تجاه المستثمرين نحو تنويع أصولهم بعيدًا عن الذهب، حيث أصبحت خيارات مثل الأسهم أكثر جاذبية، علاوة على تدفق الإعلانات الاقتصادية المؤثرة التي تراقب الأسواق عن كثب، مثل تغيرات معدلات الفائدة وتطورات الأسواق الناشئة في ظل تزايد المخاطر الجيوسياسية.

أسعار الذهب في الأسواق المحلية وتأثير العالمي

على المستوى المحلي، شهدت الأسواق المصرية تراجعات مشابهة تعكس الاتجاه العالمي للسوق، حيث سجل سعر جرام الذهب عيار 21؛ الأكثر طلبًا محليًا، انخفاضاً بنسبة ملحوظة ليصل إلى 4555 جنيهاً مقارنة بـ4715 جنيهاً في تعاملات الأسبوع السابق، بينما انخفض الجنيه الذهب ليبلغ السعر الحالي 36440 جنيهاً، في حين سجل كل من عيار 24 نحو 5206 جنيهات، بينما أتى عيار 18 عند 3904 جنيهات، لتسجل جميع العيارات انخفاضات حادة؛ نتيجة حركة الأسعار العالمية وضعف الطلب الداخلي خاصة خلال الفترات التي تقل فيها المناسبات الاجتماعية والمواسم الشرائية.

العوامل المؤثرة على أسعار الذهب عالمياً

تتأثر أسعار الذهب العالمية بعدد كبير من العوامل الاقتصادية والسياسية، من أهمها معدلات الفائدة الأمريكية التي تؤثر بشكل مباشر على الطلب على الذهب كملاذ آمن، حيث تنتظر الأسواق هذا الأسبوع تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول لتوضيح مستقبل السياسة النقدية، كذلك تلعب التوترات الجيوسياسية دورًا مهمًا كالصراعات القائمة بين روسيا وأوكرانيا وأزمات الشرق الأوسط، والتي غالبًا ما تُبقي على لجوء المستثمرين للذهب في أوقات الأزمات.

كما أن عوائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات كان لها تأثير بارز مع تسجيلها أعلى مستوياتها منذ سنوات، إذ يُعتبر هذا الارتفاع عامل جذب للمستثمرين الذين يفضلون أصولًا ذات عائدات مستقرة، وفي النهاية تبقى التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب مرتبطة بشكل وثيق بالأوضاع الاقتصادية العالمية والأحداث السياسية الكبرى.