«تراجع مفاجئ».. لماذا ألغت إسرائيل خطط ضرب المنشآت النووية الإيرانية؟

«تراجع مفاجئ».. لماذا ألغت إسرائيل خطط ضرب المنشآت النووية الإيرانية؟
«تراجع مفاجئ».. لماذا ألغت إسرائيل خطط ضرب المنشآت النووية الإيرانية؟

تراجعت إسرائيل بشكل ملحوظ عن توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية، رغم الفرصة التي أتيحت لها لتوجيه ضربة حاسمة قد تغير موازين القوى في الشرق الأوسط، ويبدو أن هذا القرار كان مدفوعاً بأسباب سياسية وأمنية معقدة، فضلًا عن عوامل إقليمية ودولية متعددة، مما أثار تساؤلات حول مدى توازن الحسابات الإسرائيلية في وجه التهديد الإيراني المتصاعد.

لماذا لم تُهاجم إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية؟

أظهرت صحيفة “جيروزاليم بوست” أن الانشغال الإسرائيلي بجبهاتها المشتعلة كان السبب الرئيسي لتأجيل الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية، ففي الشمال واجهت إسرائيل ضربات يومية من صواريخ حزب الله؛ التي استهدفت ثلث البلاد، في الجنوب احتجزت حماس نحو 100 رهينة، بينما استمر الحوثيون بإطلاق صواريخ باليستية من اليمن بشكل شبه يومي، هذه الضغوط الميدانية حالت دون توجيه الأنظار بالكامل نحو إيران، مما أدى إلى فوات فرصة استراتيجية نادرة بعد تحييد الدفاعات الجوية الإيرانية.

الهجوم الإيراني وإستراتيجية الرد الإسرائيلية

في شهر أبريل 2024، شهدت المنطقة تحولًا استراتيجيًا عندما انتقلت إيران إلى المواجهة المباشرة بإطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيرة نحو إسرائيل، لم يقتصر الأمر على الجرأة الإيرانية فحسب، بل استجابت تل أبيب عبر هجوم عسكري مدروس استهدف منظومة الدفاع الجوي “إس-300” في أصفهان، هذا الحدث كشف قدرات إسرائيل على استهداف المنشآت النووية الإيرانية بدقة، إلا أن الخطر لا يزال قائمًا لتطور الهجمات الإيرانية اللاحقة.

الجبهات السياسية وتحديات اتخاذ القرار

اتخذت القيادة الإسرائيلية قراراتها بناءً على اجتماعات مغلقة بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وكبار القادة العسكريين؛ مثل يوآف غالانت وهرتسي هاليفي، تغيرت التركيبة السياسية مع إقالة غالانت، لكن القرار النهائي بتأجيل الضربة اعتمد على تقييم الأوضاع الميدانية والجبهات المتعددة، بالإضافة إلى التعويل على دعم الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب في عام 2025، لكن هذا الرهان الأمريكي تغير لاحقاً بعد تبني ترامب خيار المفاوضات بدلًا من التصعيد العسكري.

رغم الإنجازات التي حققتها إسرائيل مثل تقليص إنتاج إيران للصواريخ الباليستية، إلا أن التقديرات تشير إلى أن تأجيل الضربة الكبرى قد يحمل في طياته مخاطر استراتيجية جديدة، خاصة إذا استغلت إيران هذه الفترة لتطوير منظوماتها الدفاعية أو تعزيز بنيتها النووية بشكل أكثر تحصينًا، ومع ذلك، يبدو أن إسرائيل تراهن على اتفاقات دولية جديدة تتيح لها تحجيم الخطر الإيراني دون اللجوء إلى تصعيد عسكري شامل.