تركيا تستلم ضابطَي استخبارات من العمال الكوردستاني بعد احتجاز استمر 7 سنوات – تعرف على التفاصيل

سلم مقاتلو حزب العمال الكوردستاني ضابطَي استخبارات تركيين كانا محتجزين لدى الحزب منذ عام 2017، في خطوة اعتُبرت بادرة بناء ثقة بين الطرفين، مما يعكس تحركات جديدة في المشهد السياسي والأمني بين أنقرة وحزب العمال الكوردستاني. الضابطان، أيدين غونيل وإرهان بيكجيتين، اختُطفا في منطقة دوكان بمحافظة السليمانية بإقليم كوردستان، وسط تكهنات بأنهما كانا يديران شبكة تجسس تستهدف قيادات من الحزب.

تفاصيل احتجاز ضابطَي استخبارات تركيا لدى حزب العمال الكوردستاني

وقع اختطاف أيدين غونيل وإرهان بيكجيتين في إقليم كوردستان بمحافظة السليمانية، في منطقة تخضع لسيطرة الاتحاد الوطني الكوردستاني الذي يتمتع بعلاقات وثيقة مع حزب العمال الكوردستاني، وكان يُعتقد بأن الضابطين كانا مسؤولين عن مراقبة وتحليل تحركات قيادات الحزب، ومن بينهم جميل بايك، أحد أبرز قادته. أثناء فترة الاحتجاز، توفي الضابط أيدين غونيل نتيجة تدهور حالته الصحية، وتم تسليم جثمانه إلى السلطات التركية، في حين أعيد الضابط الآخر إلى أنقرة.

الكلمة المفتاحية: تسوية جديدة بين تركيا وحزب العمال الكوردستاني نسبياً مع تسليم ضباط استخبارات محتجزين

يأتي هذا الحدث في سياق سعي الرئيس رجب طيب أردوغان إلى إحياء مسار تسوية مع الزعيم الكوردي المسجون عبد الله أوجلان، بغرض كسب دعم حزب الشعوب الديمقراطي لمساندته في تمديد فترة رئاسته بعد عام 2028، رغم القيود الدستورية التي تمنع ترشحه لولاية ثالثة؛ وتزيد هذه الخطوة من القلق حول ما إذا كانت تعكس خطوة جدية نحو تسوية شاملة أم مجرد مناورة سياسية لتعزيز التأثير داخل البرلمان وتقويض خصومه، لا سيما حزب الشعب الجمهوري، وفق تقارير شركة الاستشارات السياسية “تينيو” في لندن.

الجهود البرلمانية ومسارات إنهاء العمليات العسكرية لحزب العمال الكوردستاني

تستعد لجنة برلمانية تضم 51 نائبًا من أحزاب مختلفة من بينها حزب العدالة والتنمية وحلفاؤه القوميون بالإضافة إلى المعارضة لعقد اجتماع يهدف إلى وضع خريطة طريق لـ”تركيا خالية من الإرهاب”؛ وتطالب المعارضة بتركيز اللجنة على الإصلاحات الديمقراطية والإفراج عن المعتقلين السياسيين، وعلى رأسهم صلاح الدين دميرتاش وأكرم إمام أوغلو، في حين يتوقع أن تناقش اللجنة مستقبل آلاف المقاتلين الأكراد الموجودين في جبال إقليم كوردستان، وربما تشمل مقترحات منح البعض عفوًا عامًا أو نقلهم إلى دول أخرى.

تأثير المسار التفاوضي في سوريا على تسوية النزاع الكردي

يرتبط نجاح جهود التسوية بتركيا مع مصير التفاوض بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والسلطات السورية، حيث تطالب أنقرة ودمشق بحل النواة التنظيمية للقوات المرتبطة بحزب العمال الكوردستاني ودمج مقاتلي الكرد في الجيش السوري كأفراد، وليس ككيان منفصل؛ وكانت هناك محاولة لعقد اجتماع في باريس منتصف يوليو بين قائد قسد مظلوم عبدي ووزير الخارجية السوري أسعد الشباني برعاية أمريكية وفرنسية، إلا أن دمشق أرجأت اللقاء بسبب عدم استعداد قسد لتقديم تنازلات مسبقة.

خطوات نزع السلاح وتحول حزب العمال الكوردستاني للعمل السياسي في تركيا

شهد الشهر الماضي خطوة رمزية لهدم العنف، حين أقدم عشرات المقاتلين من حزب العمال الكوردستاني على إحراق أسلحتهم في كهف “جاسنة” بين دوكان والسليمانية، تعد بوادر لنزع سلاح الحزب وإنهاء العمليات العسكرية والانتقال إلى العمل السياسي داخل تركيا. الحزب أعلن رسميًا في 12 مايو الماضي حله وإلقاء السلاح، منهياً بذلك أكثر من أربعين سنة من التمرّد الذي أودى بحياة أكثر من أربعين ألف شخص، استجابةً لدعوة زعيمه عبد الله أوجلان، الذي دعا في فبراير الماضي خلال سجنه في جزيرة إيمرالي إلى حل الحزب والكف عن حمل السلاح.

الحدث التفاصيل
اختطاف الضابطين دوكان، محافظة السليمانية، إقليم كوردستان، عام 2017
الوفاة أيدين غونيل توفي داخل الاحتجاز بسبب المرض
التسليم جثمان أيدين غونيل تسلمته أنقرة وإعادة إرهان بيكجيتين
الحل السياسي حل حزب العمال الكوردستاني في مايو 2023 وزعيمه يدعو لإلقاء السلاح
المباحثات السورية تعثر اجتماعات قسد ودمشق برعاية دولية في باريس

تُظهر هذه التطورات رغبة متبادلة في تقليل حدة النزاع وتحويل الصراع المسلح إلى حوار سياسي، وسط توقعات بأن تكون الخطوات القادمة حاسمة في إعادة رسم المشهد الأمني والسياسي في تركيا وإقليم كوردستان وربما المنطقة بأسرها، خاصة مع تداخل الأبعاد السورية والتركية والكردية، مما يجعل ملف تسليم ضابطَي استخبارات محتجزين لدى حزب العمال الكوردستاني محورًا مهمًا لفهم التحولات القادمة.