«تساؤلات مثيرة» كوكب الأرض غزو فضائي هل يقترب التهديد بالفعل أم مجرد خيال؟

توجد تكهنات مثيرة حول وصول كائنات فضائية إلى الأرض في نوفمبر المقبل، مستندة إلى رصد جرم سماوي غير مألوف اسمه 3I/ATLAS يتحرك بسرعة هائلة نحو الشمس، وهو جسم قادم من خارج النظام الشمسي. أثار هذا الجرم الفضائي اهتمامًا واسعًا بعدما اجتمع عدد من الفيزيائيين على فرضية محتملة لارتباطه بحياة خارج كوكب الأرض.

3I/ATLAS: أسرع جرم سماوي بين النجوم يُرصد في تاريخ الفضاء

يُعتبر 3I/ATLAS ثالث جرم سماوي يصل إلى النظام الشمسي من الفضاء بين النجوم بعد “أومواموا” و”بوريسوف”، لكنه الأكثر سرعة بينهم، حيث تبلغ سرعته 245 ألف كيلومتر في الساعة، وهي الأعلى التي تم رصدها. يبلغ قطره نحو 20 كيلومترًا، ما يجعله واضحًا في المشهد الفلكي. وتشير الدراسات إلى أن عمره يفوق عمر الشمس بثلاثة مليارات سنة، بينما يبلغ عمر نظامنا الشمسي نحو 4.5 مليار سنة. انطلق علماء الفلك لمتابعة هذا الزائر الفريد باستخدام تلسكوب هابل ووسائل رصد أخرى قبل أن يختفي من المجال المرئي.

الادعاءات المثيرة حول 3I/ATLAS وعلاقتها بالحياة خارج الأرض

طرح عالم الفيزياء الفلكية آفي لوب، من جامعة هارفارد، بالتعاون مع فريق من العلماء البريطانيين فرضية غير تقليدية، بدعوى أن 3I/ATLAS قد لا يكون مجرد مذنب عادي، بل مركبة فضائية أو جهاز تجسس أُرسل من حضارة متقدمة. جاء هذا الادعاء في ورقة بحثية نُشرت على منصة arXiv ولم تخضع لمراجعة دورية بعد، حيث استندوا إلى سرعة ومسار الجرم غير المعتاد. رغم ذلك، يرفض معظم علماء الفلك هذه الفرضية، معتبرين المذنب جسمًا جليديًا عاديًا تحيط به سحابة من الغاز والغبار تصل إلى 24 كيلومترًا، وفقًا للملاحظات الأولية.

كيف يمكن التمييز بين الأجرام السماوية الطبيعية والمركبات الفضائية؟

توضح خبراء الفلك بعض العلامات التي تساعد في التعرف على طبيعة الأجسام الفضائية، ومنها:

  • انبعاث الغازات، وهو أمر شائع مع المذنبات الطبيعية.
  • انبعاث إشارات راديوية، والتي تدل غالبًا على وجود منشأ اصطناعي.
  • الومضات الكهربائية الناتجة عن انعكاسات ضوء الشمس، التي قد ترتبط بتقنيات متقدمة.
  • تغيير مسار الجسم أو قيامه بمناورات غير متوقعة، ما يبرز احتمال مراقبته أو تحكم بشري.
  • استقرار الجسم في مدار ثابت حول الأرض، وهو مؤشر على طبيعة اصطناعية.

حتى الآن، كل الأدلة المتاحة تدعم فكرة أن 3I/ATLAS هو جرم طبيعي قادم من الفضاء العميق، يتحرك بسرعة غير عادية فقط ولا يشكل تهديدًا مباشرًا للأرض.

يُتوقع أن يقترب 3I/ATLAS من الأرض في 19 ديسمبر 2025، لكنه سيظل على مسافة تقدر بـ1.8 وحدة فلكية، أي نحو 270 مليون كيلومتر، وهو أمر بعيد إلى حد كبير، ويبعد بمقدار 1.8 ضعف المسافة بين الأرض والشمس، مما يجعله آمنًا تمامًا. كما من المقرر أن يصل إلى أقرب نقطة للشمس في 30 أكتوبر 2025، عند حوالي 210 ملايين كيلومتر، حيث يأمل العلماء في دراسة المزيد من تفاصيله عند هذا الموعد.