تسارع غير مسبوق في دوران الأرض.. فمتى يحدث أقصر يوم في التاريخ؟

أقصر يوم في التاريخ يشهد تسارعًا ملحوظًا في دوران الأرض حول محورها، حيث تستعد الأرض لتسجيل سلسلة من أقصر الأيام خلال شهري يوليو وأغسطس 2025؛ هذا التسارع المفاجئ في سرعة دوران الأرض يُعد ظاهرة فلكية نادرة تؤثر بشكل مباشر في الحسابات الزمنية ونظم الملاحة حول العالم، إذ أن الأرض تدور حول نفسها مرة كل 86,400 ثانية، لكن الساعات الذرية الدقيقة بدأت منذ 2020 تُظهر تقصيرًا بملي ثانية أو أكثر.

أقصر يوم في التاريخ ودلالاته الفلكية

أعلنت الجمعية الفلكية بجدة عبر حسابها على فيسبوك عن تسجيل أقصر يوم في التاريخ الحديث بتاريخ 5 يوليو 2024، عندما انتهى اليوم أسرع بمقدار 1.66 ملي ثانية عن اليوم القياسي الذي تبلغ مدته 24 ساعة؛ يُعتبر هذا التغير الذي يُقاس بأجزاء من الألف من الثانية تطورًا بسيطًا ظاهريًا، لكنه يحمل تأثيرات كبيرة على العديد من الأنظمة العلمية، خاصة تلك المرتبطة بالملاحة الفضائية والأقمار الصناعية والحسابات الزمنية العالمية التي تعتمد على دقة دوران الأرض، ما يجعل متابعة ظاهرة أقصر يوم في التاريخ أمرًا ضروريًا لفهم التغيرات المستمرة التي تطرأ على كوكبنا.

توقعات أقصر يوم في التاريخ خلال عام 2025

تُشير الجمعية الفلكية بجدة إلى أن عام 2025 سيشهد تسجيل ثلاثة من أقصر الأيام خلال السنة، والتي ستتوزع على التواريخ التالية بفوارق زمنية دقيقة تحت 24 ساعة:

تُعد هذه الأيام من بين الأوقات الأقصر في سرعة دوران الأرض منذ بدأت الساعات الذرية الحديثة في القياس الدقيق بعد 2020، وهي ظاهرة تؤكد استمرار تسارع الأرض مما يستدعي تعديلًا دائمًا للحسابات الزمنية والتكنولوجيات القائمة على توقيت دقيق.

أسباب محتملة لأقصر يوم في التاريخ وتسارع دوران الأرض

تتعدد العوامل التي يُعتقد أنها تلعب دورًا في حدوث قصر أيام السنة وتسارع دوران الأرض، حيث تجمع الجمعية الفلكية عددًا من الأسباب المحتملة التي تؤثر في حركة الأرض:

• ذوبان الجليد وتغير توزيع الكتل المائية من القطبين؛ حيث يعيد ذلك توزيع كتلة الأرض ويُعدل من القصور الذاتي للكوكب.
• تغيرات في التيارات داخل نواة الأرض السائلة، التي تؤثر بشكل مباشر على سرعة دوران الأرض حول محورها.
• القمر وتأثيره في ظاهرة المد والجزر، مما قد يساهم في تسريع أو تباطؤ دوران الأرض حسب موقعه وحركته.
• الزلازل الكبرى التي تعيد ترتيب الكتل الداخلية للأرض، مسببة تغيرات وقتية في سرعة دورانها.

تؤكد هذه العوامل مجتمعة أن أقصر يوم في التاريخ ليس مجرد حدث عابر؛ بل هو انعكاس لتغيرات فيزيائية وجيولوجية عميقة تؤثر في التوازن الكوكبي والزمني، وبالتالي تستدعي اهتمام العلماء لمتابعة تطوراتها وآثارها على مختلف الأنظمة الحياتية والتكنولوجية التي تعتمد على الزمن الدقيق.

تظل ظاهرة أقصر يوم في التاريخ علامة واضحة على ديناميكية الأرض المستمرة وتغيراتها الدقيقة، وفي ظل استمرار تسجيل أيام أقصر فهذا يُنبه إلى أهمية تحديث الأنظمة الزمنية وتقنيات الملاحة لتتكيف مع هذا الواقع الجديد.