تصاعد الترقب حول النفط بين روسيا وأمريكا.. ما تأثير ذلك على السوق؟

أسعار النفط بين روسيا وأمريكا في ظل التصعيد الجيوسياسي المستمر، تستمر في التحرك ضمن دائرة الترقب المتقلبة، حيث سجلت الأسواق العالمية تقلبات ملحوظة أغلبها مرتبط بالتوترات الجيوسياسية وتهديدات العقوبات الاقتصادية، مما انعكس مباشرة على أسعار النفط الخام وأسواق الطاقة العالمية.

التوترات الجيوسياسية وتأثيرها على أسعار النفط بين روسيا وأمريكا

ارتفعت أسعار النفط بين روسيا وأمريكا خلال الجلسات الأخيرة، وسط توترات جيوسياسية متزايدة، حيث سجلت أسعار خام برنت زيادة طفيفة بلغت 8 سنتات، لتصل إلى 71.81 دولارًا للبرميل، في حين وصل خام غرب تكساس الوسيط إلى 69.29 دولارًا، مع تسجيل عقد سبتمبر لبرنت ارتفاعًا أكبر نتيجة انتهاء تداوله عند سعر 72.69 دولارًا، وهو أعلى مستوى له منذ يونيو الماضي؛ وكان السبب الرئيسي هو المخاوف من اضطرابة الإمدادات العالمية للنفط وارتفاع الطلب المؤقت.

تشير تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى خطورة الوضع، بعد إعلانه فرض تعريفات جمركية صلبة تبلغ 100% على الجهات التجارية التي تواصل التعاون مع روسيا في غضون 10 إلى 12 يومًا، وهو ما قلص المهلة السابقة من 50 يومًا. يأتي ذلك في إطار زيادة الضغوط السياسية على موسكو بهدف إنهاء الحرب، وهو ما تؤكد عليه التقارير الاقتصادية مثل تصريحات فاندانا هاري، التي ترى أن الأسعار تحمل في طياتها مخاطر إضافية قد تصل إلى 5 دولارات للبرميل، وتبقى قائمة ما لم تظهر موسكو أي مؤشرات على التهدئة.

تحذيرات أمريكية للصين وتأثيرها على سوق النفط بين روسيا وأمريكا

تتصاعد الخلافات المتعلقة بسوق النفط بين روسيا وأمريكا بضغط متزايد على الصين، التي تعد أكبر مشترٍ للنفط الروسي، حيث حذرت الولايات المتحدة من فرض رسوم جمركية كبيرة إذا استمرت بكين في شراء النفط الروسي، بحسب تصريحات وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت في مؤتمر صحفي عقد في ستوكهولم.

ورغم توقعات بعدم تراجع الصين عن شراء النفط، أشارت تقارير من بنك “جيه بي مورغان” إلى استعداد الهند للامتثال للعقوبات الأمريكية، ما قد يؤدي إلى تقليص صادرات النفط الروسي بمعدل 2.3 مليون برميل يوميًا.

الاتفاقيات الدولية والضغوط على الإمدادات في سوق النفط بين روسيا وأمريكا

شهدت العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي انفراجة مؤقتة بتحقيق اتفاق جديد للرسوم الجمركية، حيث تم الحد من فرض رسوم أمريكية بنسبة 15% على الواردات الأوروبية، ما ساهم في تهدئة المخاوف بشأن اندلاع حرب تجارية قد تؤثر سلبًا على النمو الاقتصادي العالمي، كما دعم هذا الاتفاق الاستقرار النسبي لأسعار النفط بين روسيا وأمريكا في الأسواق العالمية.

في الوقت ذاته، يظل ملف الإمدادات الفنزويلية معلقًا نتيجة انتظار الشركاء الأجانب في شركة PDVSA الحصول على تصاريح أمريكية لاستئناف نشاطهم داخل البلاد، وهو ما يؤخر دخول كميات إضافية من النفط إلى السوق، محافظًا على الضغوط على أسعار الخام.

فيما يتعلق بالموقف النقدي، يُتوقع أن يحافظ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على أسعار الفائدة دون تغيير خلال اجتماعه الأخير، ما يدعم مستوى الطلب على النفط. ومع ذلك، يحذر صندوق النقد الدولي من تهديدات اقتصادية متعددة تشمل:

• تصاعد التعريفات الجمركية بين الدول الكبرى
• التوترات السياسية والجيوسياسية المستمرة
• توسع العجز المالي في بعض الاقتصاديات الكبرى

وتبقى هذه العوامل السبب الرئيس في زخم التقلبات التي تشهدها أسعار النفط بين روسيا وأمريكا، كما قد تستمر في التأثير على أسواق الطاقة العالمية في المستقبل المنظور.