«تصريحات نارية» الدبيبة: مراسيم المجلس الرئاسي تسعى لتوحيد ليبيا

أعلن عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، تأييده الكامل للمراسيم التي أصدرها المجلس الرئاسي، مؤكداً أن هذه الخطوة تمثل ضرورة استراتيجية لاستعادة وحدة واستقرار ليبيا، كما دعا خلال استقباله لرئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي في مطار معيتيقة إلى تنفيذ هذه المراسيم والعمل على دعمها لما لها من تأثير كبير في تقوية استقلال البلاد ووحدتها، معبّراً عن وجود أطراف تسعى لعرقلة هذه الجهود.

دعم المراسيم الرئاسية من أجل وحدة ليبيا

رأى الدبيبة أن المراسيم الرئاسية الصادرة من المجلس الرئاسي تأتي لتحقيق خطوات جوهرية نحو توحيد ليبيا وبناء مؤسسات وطنية متماسكة، حيث تشمل هذه المراسيم ثلاثة محاور رئيسية هامة تتمثل في إلغاء قانون المحكمة الدستورية الذي أصدره البرلمان، وضع آلية انتخاب المؤتمر العام للمصالحة، وتشكيل المفوضية الوطنية للاستفتاء والاستعلام الوطني، إلا أن هذه القرارات قوبلت برفض واسع النطاق من الأطراف السياسية في الشرق مثل رئيس البرلمان عقيلة صالح الذي وصفها بالتدخل في اختصاصات السلطة التشريعية، ما يعكس مدى تعقيد المشهد السياسي الراهن.

إصلاح سياسي شامل لتثبيت الاستقرار

تشهد ليبيا حالة من الانقسام السياسي منذ سنوات، مما يجعل المراسيم الرئاسية خطوة نحو إعادة الهيكلة وتعزيز الاستقرار الوطني وفق رؤية استراتيجية تركز على مصالح الشعب الليبي، وبينما يراهن البعض على نجاح هذه المبادرات في تعزيز الحوار الوطني، يحذر مراقبون من صعوبة تجاوز العقبات أمام تشكيل سلطة موحدة، خاصة مع اتساع فجوة الثقة بين الأطراف السياسية المختلفة، كما يرى الخبراء أن دعم مثل هذه المراسيم يعد شرطاً أساسياً لتسهيل الوصول إلى مرحلة انتقالية ناجحة تمهد لانتخابات شاملة تنهي الصراع الراهن.

كيفية إنجاح المبادرات الوطنية في ليبيا

لتحقيق نتائج إيجابية واستفادة حقيقية من المراسيم الأخيرة، لابد من تطبيق عدة مبادئ رئيسية، منها توحيد الجهود بين السلطات المختلفة بدلاً من العمل بشكل منفصل، تعزيز الحوار بين جميع الأطراف السياسية بما يشمل المجلس الرئاسي والبرلمان ومجلس الدولة، والابتعاد عن التناحر السياسي الذي يعطل التقدم نحو بناء دولة مدنية حديثة، كما ينبغي إشراك الليبيين بحوار مجتمعي شامل لمعالجة القضايا العالقة التي تعرقل تحقيق المصالحة الوطنية؛ ما سيشكل أساساً لبناء ثقة متبادلة تتجاوز الحواجز الحالية.