«تصعيد خطير».. أول تعليق أمريكي بشأن الضربات الإسرائيلية الأخيرة في اليمن

قدمت التصريحات الأمريكية الأخيرة موقفًا غامضًا حول التطورات المتصاعدة بين إسرائيل والحوثيين في اليمن، إذ أكد مسؤول أمريكي أن الولايات المتحدة ما تزال ملتزمة بالحفاظ على وقف الهجمات المتبادلة مع الحوثيين بالرغم من التصعيد، ويأتي ذلك في ظل حديث إسرائيل عن تنفيذ ضربات جوية استهدفت البنية التحتية للحوثيين باليمن، مما أثار تساؤلات حول مستقبل هذا النزاع وتداعياته الإقليمية.

الهجمات الإسرائيلية على الموانئ اليمنية

كشف وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس عن قيام قوات سلاح الجو الإسرائيلي بتنفيذ ضربات استهدفت موانئ الحديدة والصليف غربي اليمن، حيث زعمت إسرائيل أن هذه العمليات ألحقت أضرارًا كبيرة بمرافق حيوية، وأشار كاتس إلى أن مطار صنعاء أصبح “غير صالح للاستخدام”، مؤكدًا أن العمليات تأتي ردًا على هجمات الحوثيين المستمرة بالصواريخ والطائرات المسيّرة ضد إسرائيل. وقد ذكر مسؤول أمني لوسائل إعلام عبرية أن 20 مقاتلة شاركت في الهجوم، مشيرًا إلى أن الهدف لا يقتصر فقط على تدمير البنية التحتية، بل يشمل فرض حصار بحري على الحوثيين.

الموقف الأمريكي من تصعيد الصراع

صرح مسؤول أمريكي بأن واشنطن لا تُخطَر مسبقًا بالضربات التي تنفذها إسرائيل ضد جماعة الحوثي، ومع ذلك، أكد أن الولايات المتحدة تعمل على مراقبة الوضع عن كثب وتحتفظ بتعزيزات عسكرية قوية في المنطقة، وهو ما يعكس اهتمام الإدارة الأمريكية بالتوازن بين دعم حليفها الإسرائيلي ومحاولة الحفاظ على استقرار الأوضاع في الشرق الأوسط. وتجدر الإشارة إلى أن هذه التصريحات تتزامن مع تقارير حول استعدادات أمريكية للتعامل مع أي تصعيد مفاجئ قد يؤثر على أمن المنطقة والمصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة فيها.

تصعيد إسرائيلي ودوافع للرد الحوثي

لم تقتصر تهديدات الاحتلال الإسرائيلي على العمليات الأخيرة فحسب، بل قدمت تصريحات مسؤوليها تأكيدًا على نواياها التصعيدية المستمرة، حيث أشار كاتس إلى أن بلاده ستواصل الرد بحزم ضد هجمات الحوثيين، مؤكداً استعداد جيش الاحتلال لاستهداف القيادات العليا للجماعة بما فيهم عبد الملك الحوثي، وهو تصريح قد يدفع التصعيد إلى مستويات غير مسبوقة في حال تم تنفيذه. ويثير ذلك قلقًا متزايدًا بشأن استجابة الحوثيين لهذه الضربات، حيث قد يرون في تلك العمليات محاولة لفرض أجندة دولية على اليمن.

مع استمرار الصراع، تبقى التساؤلات مفتوحة حول مدى قدرة الأطراف الدولية والإقليمية على التهدئة وتجنب كارثة إنسانية في اليمن، لا سيما في ضوء التعقيدات الجيوسياسية الناتجة عن هذا النزاع الذي يمس مصالح كبرى للدول المتدخلة بشكل مباشر وغير مباشر. ومن المتوقع أن تكون الأيام القادمة حاسمة في تحديد ملامح المرحلة المقبلة وما قد ينتج عنها من تأثيرات على المستويين المحلي والدولي.