تطور غير متوقع اليوم.. هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل مواقع الإنترنت؟

بدأت حركة المرور على مواقع الإنترنت تتراجع بشكل ملموس مع تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي في عمليات البحث، حيث باتت التطبيقات الذكية مثل شات جي بي تي تحول دون الحاجة للتنقل بين المواقع المختصة، ما أثر بشكل مباشر على نماذج الإعلانات والاشتراكات. هذا التحول الرقمي في الطريقة التي يبحث بها المستخدمون عبر الإنترنت، بات يشكّل تحديًا حقيقيًا لمستقبل المواقع الرقمية وإيراداتها.

تأثير الذكاء الاصطناعي على حركة المرور وتغير عادات البحث عبر الإنترنت

بدأت شركات الإعلام الكبرى تلاحظ تراجعًا واضحًا في زيارات مواقعها الإلكترونية مع انتشار استخدام الذكاء الاصطناعي للبحث، ووفقًا لتقرير حديث من مجلة الإيكونوميست، فقد أفاد ماثيو برينس، المسؤول في شركة كلاود فلير، بأن هذا التغيير المفاجئ أثار قلق كبير لدى روّاد الصناعة؛ إذ بدلاً من الاعتماد على محركات البحث التقليدية، يلجأ المستخدمون لطرح أسئلتهم مباشرة على أنظمة الذكاء الاصطناعي مثل شات جي بي تي، الذي يوفر إجابات سريعة ومباشرة، فتقل الحاجة لتصفح المواقع المتخصصة. هذا التغير أدى إلى انخفاض حركة المرور على مواقع الإنترنت بمعدلات تصل إلى 15% في بعض القطاعات، بحسب بيانات شركة Similarweb التي تراقب زيارات أكثر من 100 مليون موقع.

الانعكاسات الاقتصادية لفقدان الزوار على إيرادات مواقع الإنترنت والإعلانات الرقمية

تُظهر البيانات أن الانخفاض في أعداد الزوار لم يؤثر بشكل موحد على جميع المواقع؛ فبينما تستمر بعض المواقع الهواة في الحصول على زيارات مستقرة، تعاني المواقع التي تقدم معلومات تعليمية وعلمية وصحية من خسائر كبيرة. فقدت مواقع الصحة ما يصل إلى 31% من زوارها، فيما تراجعت مواقع المرجع بنسبة 15%، ومواقع العلوم والتعليم بنحو 10%. وهو ما يمتد تأثيره إلى مصادر الإيرادات التي تعتمد بشكل رئيسي على الإعلانات والاشتراكات، إذ يشير نيل فوجل، رئيس إحدى شركات الإعلام، إلى تراجع الاعتماد على جوجل كمصدر رئيسي لحركة المرور من أكثر من 60% إلى ما يقل عن 40%، مع اتهامات لشركات التقنية بسرقة المحتوى تحت مظلة استخدام الذكاء الاصطناعي لخلق ملخصات تقنيًا تُخفض من الزيارات الفعلية للمواقع الأصلية.

التحديات القانونية وفرص النهوض بنماذج جديدة لتحقيق الدخل من المحتوى الرقمي

في ظل التوترات المتصاعدة بين شركات التكنولوجيا المالكة للذكاء الاصطناعي والمواقع الإعلامية، تتصاعد الدعاوى القضائية التي تتهم أنظمة الذكاء الاصطناعي بانتهاك حقوق النشر وسرقة المحتوى الأصلي، بينما تسعى بعض الشركات لعقد اتفاقيات تعاون لضمان تدفق الزيارات والإعلانات، وتحصيل عائدات عادلة. توجد محاولات لابتكار حلول تقنية جديدة مثل نظام الدفع للبرامج الآلية التي تزحف على الإنترنت، ليتسنى لأصحاب المواقع فرض رسوم واعتماد آليات تحد من العبث بالمحتوى، لكنه لا يزال في مراحل مبكرة. في الوقت نفسه، يجب أن تدرك المواقع الكهربائية أن الذكاء الاصطناعي ليس العامل الوحيد في تغير العادات الرقمية، إذ يتزامن ذلك مع ازدياد تأثير وسائل التواصل الاجتماعي والبودكاست، ما يجعل من الضروري ابتكار استراتيجيات حديثة للمحافظة على عوائدها وضمان استمرار وجودها في الفضاء الرقمي.

الفئة نسبة تراجع حركة المرور
مواقع الصحة 31%
مواقع المراجع 15%
مواقع العلوم والتعليم 10%
مواقع الهواة ثابتة أو ارتفاع طفيف