«تفاصيل حصرية» حرب الشرق الأوسط الخاطفة الدروس المستفادة وأثرها على الأصول الأمريكية

«تفاصيل حصرية» حرب الشرق الأوسط الخاطفة الدروس المستفادة وأثرها على الأصول الأمريكية
«تفاصيل حصرية» حرب الشرق الأوسط الخاطفة الدروس المستفادة وأثرها على الأصول الأمريكية

حرب الشرق الأوسط الخاطفة كشفت عن تحولات غير متوقعة في أداء الأصول الأمريكية خلال الفترة الأخيرة، حيث أثرت التوترات بين إسرائيل وإيران على الأسواق المالية العالمية بطرق لم تعد تشبه الأنماط التقليدية المعتادة، ومهدت الطريق لفهم أعمق لدور الولايات المتحدة في النظام الاقتصادي العالمي الحالي. الأصول الأمريكية لم تعد ملاذًا آمنًا كما كانت في السابق، وهذا يسلط الضوء على مرحلة جديدة من إعادة ترتيب الأولويات الاستثمارية.

حرب الشرق الأوسط الخاطفة وأثرها على الأصول الأمريكية

عندما اندلعت الحرب بين إسرائيل وإيران في شهر يونيو، توقع العديد من المستثمرين تراجعًا في الأسواق العالمية وتحولًا نحو الأصول الأمريكية باعتبارها الملاذ الآمن، إلا أن الأصول الأمريكية شهدت سلوكًا مفاجئًا حيث لم يرتفع الدولار كما هو معتاد في أوقات الأزمات، بل تراجع مؤشر الدولار إلى أدنى مستوياته منذ سنوات. هذا التغير يشير إلى تراجع الثقة في الأصول الأمريكية وعدم ارتباطها التقليدي بالأمان المالي خلال الحروب أو الأزمات الجيوبوليتيكية.

السندات الأمريكية أيضًا لم تحظَ بتدفق استثماري كبير، بل ارتفع العائد على سندات الخزانة بعكس المتوقع فور الهجوم الإسرائيلي، مما يظهر تغيرًا في السلوك الاستثماري نحو تقييم المخاطر المتعلقة بالولايات المتحدة، وليست الأزمات الخارجية فقط. هذه الظاهرة تدعم الاعتقاد بأن الأصول الأمريكية لم تعد دائمًا الخيار الأول للحفاظ على رأس المال في أوقات عدم الاستقرار.

تغير معادلة الأسواق بعد حرب الشرق الأوسط الخاطفة

أبرز ما لاحظه الخبراء هو تفوق أسواق الأسهم العالمية خارج الولايات المتحدة مقارنة بالأمريكية خلال النصف الأول من 2025، حيث سجل مؤشر MSCI ACWX نموًا قويًا يفوق 13% مقارنة بنسبة نمو ضعيفة لمؤشر S&P 500. هذا يعكس تحولًا تدريجيًا في موازين القوى الاقتصادية، مع احتمالية انتقال القيادة السوقية من الأصول الأمريكية إلى أوروبا وآسيا، ما يؤثر بشكل مباشر على كيفية توزيع الاستثمارات العالمية.

في هذا السياق، يعكس ضعف الدولار الأمريكي الذي انخفض بنحو 10% منذ بداية العام حالة من إعادة التوزيع الرأسمالي، حيث يتجه المستثمرون نحو بدائل أكثر جاذبية خارج سوق الولايات المتحدة. هذا التحول يحمل دلالات كثيرة على مستقبل الأصول الأمريكية، التي يبدو أنها لم تعد الملاذ الآمن الوحيد بل تواجه منافسة متزايدة من الأسواق الأخرى.

كيف يمكن للمستثمرين التعامل مع تراجع الأصول الأمريكية؟

في ظل هذه المعطيات، يصبح من الضروري التفكير في تنويع المحفظة الاستثمارية بعيدًا عن التركيز الكامل على الأصول الأمريكية، خصوصًا مع صعود فئة السلع وعودة توازن الاستثمارات بين الأسهم والسندات والسلع في الأسواق العالمية. ولتحقيق ذلك، يمكن اتباع الخطوات التالية:

  • تنويع الاستثمارات لتشمل الأسهم في الأسواق الأوروبية والآسيوية والأسواق الناشئة التي تقدم فرص نمو أفضل.
  • الاستثمار في السلع كفئة واعدة ترتبط بانتعاش النشاط الاقتصادي العالمي، مع متابعة المؤشرات الاقتصادية بعناية.
  • مراقبة تحركات الدولار الأمريكي وأسواق السندات لتقييم الوقت المناسب للشراء أو البيع، مع التركيز على المؤشرات الفنية والأساسية.

وبالمقارنة، توضح الجدول التالي الفروق الرئيسية بين الأصول الأمريكية وأسواق المال العالمية خلال النصف الأول من عام 2025:

الأصل الأداء منذ يناير 2025 العوامل المؤثرة
مؤشر S&P 500 (الأسهم الأمريكية) نمو أقل من 1% ضعف الدولار، تخوفات سياسية، تغيير الاهتمام العالمي
مؤشر MSCI ACWX (الأسهم العالمية خارج أمريكا) نمو أكثر من 13% انتعاش الأسواق الأوروبية والآسيوية، إعادة توزيع رؤوس الأموال
سندات الخزانة الأمريكية (عائد 10 سنوات) تذبذب وارتفاع مؤقت تأثير السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، مخاطر الجيوسياسية
مؤشر S&P GSCI (السلع) ارتفاع وتوقعات إيجابية تحسن النشاط الاقتصادي العالمي، دعم السياسات الاقتصادية

تشير هذه البيانات إلى أن الأصول الأمريكية، رغم أهميتها التاريخية، تواجه تحديات واضحة تجعل المستثمرين يعيدون التفكير في الاستراتيجيات التقليدية، ويبحثون عن فرص بديلة تنطلق من واقع متغير في المشهد الاقتصادي الجيوسياسي العالمي.