تفاصيل خطيرة عن موقف الشيخ الشعراوي من الإيجار القديم.. كيف تؤثر على أسعار العقارات؟

الإيجار القديم قضية تحتاج إلى النظر إلى رضا الطرف الآخر في عقود المعاوضة، فلا يكفي اللجوء إلى الأحكام القانونية فقط في التعامل معها، بل يجب مراعاة الأوضاع الحياتية للمتعاقدين وكيف تغيرت الظروف مع مرور الزمن. الإمام محمد متولي الشعراوي شدد على أهمية التفكر في حقوق جميع الأطراف عند تعديل أو الاستمرار في العقود التي مضى عليها عقود طويلة مثل عقود الإيجار القديم.

تقييم رضا الطرف الآخر في عقود الإيجار القديم وتأثيره على الحقوق

شدد الإمام الشعراوي على ضرورة الانتباه إلى رضا المستأجر في عقود الإيجار القديم، خاصة عندما يكون قد مضى على عقد الإيجار فترة طويلة قد تصل إلى ثلاثين سنة أو أكثر؛ إذ غالباً ما يبنى مستوى حياة المستأجر على قيمة هذا الإيجار المنخفض مقارنة بأسعار السوق القديمة، فهل من العقل أن يبقى دخله أو القيمة المستحقة كما هي رغم تغير ظروف الحياة؟ الواقع يؤكد أن التطور السريع في الحياة يتطلب إعادة النظر في هذه العقود مع التأكد من موافقة ورضا الطرف المتضرر، لأن الإصرار على دفاتر السطور مجرداً من الرحمة قد يؤدي إلى نتائج ضارة نفسياً واجتماعياً.

ضرورة الموازنة بين الحقوق الشرعية والقانونية في عقود الإيجار القديم

ربط الإمام الشعراوي مسألة الإيجار القديم بمبدأ الموازنة بين الحقوق الشرعية والقانونية، حيث أوضح أن من الواجب على كل طرف أن يتأكد أنّ الحقوق المقررة قانونياً لا تتعارض مع مبادئ العدل والرضا بين الأطراف، وإلا فإن ذلك يؤدي إلى نتائج مؤلمة قد تكون عبارة عن آلام نفسية أو خسائر مالية أو غيرها. لذلك، دعا إلى ضرورة السعي الجاد لإرضاء الطرف الآخر في المعاوضة والإيثار على التشدد بالقوانين فقط، لأن ذلك ينقذ العلاقة من التعقيد والصراعات التي تؤدي إلى الخسارة للطرفين.

الإيمان وأثره في تسوية النزاعات المتعلقة بالإيجار القديم

شدد الشعراوي على أن محاولة مراجعة هذه المسائل من منطلق الإيمان والتقوى وتمييز الواقع يساهم في حل النزاعات بين الأطراف، بحيث يرى كل طرف ما إذا كان موقفه من الأموال والعقود عادلاً ومنصفاً، خصوصاً في قضايا الإيجار القديم التي تحكمها ظروف متعددة ومتغيرة. وأوضح أن الإصرار على نفس الوضع قد يوقع الإنسان في تعارض مع ما جاء به الرسول الكريم من قواعد العدل، حيث لا يجوز أخذ حق الآخر بغير رضا، وإلا فإن ذلك يؤدي إلى معاناة ونتائج سلبية على النفس والسلامة الاجتماعية.

النقطة التفصيل
رضا الطرف الآخر مراعاة تغيّر الظروف الحياتية وأثرها على قيمة الإيجار
الموازنة بين الشرع والقانون عدم الاقتصار على الأحكام القانونية فقط مع مراعاة العدل والرضا
أثر الإيمان معاينة العلاقة المالية وإحقاق الحقوق دون ظلم أو خسائر

إن النظر إلى عقود الإيجار القديم بهذا المنطق الواقعي والإنساني يعزز قيمة التفاهم والتعاون بين الأطراف، ويجنبهم الوقوع في صراعات قد تؤثر سلباً على حياتهم النفسية والاجتماعية، لذلك من المهم دومًا أن يكون قرار تعديل الإيجار يرتكز على قبول ورضا الطرفين وحسن النوايا في المعاملة، حفاظاً على الحقوق وضماناً لاستقرار العلاقات القانونية والإنسانية.