
شهدت حادثة مقتل والد الفنانة السودانية نانسي عجاج في يناير 2008 اهتمامًا كبيرًا من الرأي العام بسبب غموضها الشديد والملابسات التي أحاطت بها، حيث عُثر على جثمان الموسيقار بدر الدين عجاج في منزله بمنطقة الفتيحاب بمدينة أم درمان، وكانت جثته غارقة في الدماء، مما أثار موجة صدمة واسعة في الأوساط الفنية والمجتمعية، ورغم مرور أكثر من عقد على الحادثة، إلا أن القضية لا تزال تثير الجدل حول الدوافع والحقائق التي تقف خلفها.
ملابسات مقتل والد نانسي عجاج
وقع الحادث في ظروف غامضة أثارت تساؤلات متعددة، حيث أشارت التحقيقات إلى وجود شبهة جنائية واضحة، وصرح المتهم الرئيسي في القضية، وهو شاب يبلغ من العمر 24 عامًا وينحدر من منطقة الكواهلة، بأنه بريء من التهم الموجهة إليه، موضحًا أنه تعرض للظلم، وقد أكد خلال المحاكمة أنه لو تم تنفيذ حكم الإعدام بحقه، فإنه سيدخل الجنة حسب زعمه، وهو تصريح أثار جدلًا إضافيًا حول مدى مصداقية اعترافاته.
نانسي عجاج من جهتها أعربت عن شكوكها القوية بشأن ما حدث، معتبرة أن الحادثة في ظاهرها جريمة عادية، ولكنها في باطنها قد تكون مدبرة، وأشارت إلى أن والدها ربما استُهدف لأسباب تتعلق بحياته الشخصية أو المهنية، مما أضاف بعدًا جديدًا للتحقيقات، بينما استمر المحققون في البحث عن أدلة جديدة لإغلاق القضية بشكل نهائي.
الشكوك حول دوافع الجريمة
كانت هناك اتهامات وشائعات طُرحت على مدى سنوات حول أسباب وقوع هذه الجريمة، إذ أُثيرت احتمالات عديدة، منها أن القتل قد يكون مرتبطًا بمشاكل شخصية أو نزاعات مالية، كما انتشرت لاحقًا تصريحات تُفيد بأن الجريمة قد تكون ناتجة عن استهداف مباشر لعائلة عجاج، وبالرغم من ذلك، لم يتم التأكد من هذه المزاعم بشكل قاطع حتى الآن.
في المقابل، أشارت بعض المصادر إلى أن والد نانسي كان يعيش حياة تُثير الجدل لدى البعض، مما دفع البعض للتكهن بأن الحادثة قد تكون نتيجة خلافات شخصية، ولكن نانسي رفضت تلك المزاعم وأكدت أن والدها كان شخصية محبوبة ومؤثرة في المجتمع السوداني، مشيرة إلى أن هناك من يحاول تشويه صورته لتحقيق مصالح معينة، وهو ما يجعل القضية تبدو أكثر تعقيدًا من كونها مجرد جريمة قتل عادية.
تأثير الحادثة على نانسي عجاج
بعد الحادثة المأساوية، واجهت نانسي عجاج ضغوطًا كبيرة على الصعيدين الشخصي والمهني، حيث تعرضت لانتقادات واتهامات غير مبررة طيلة السنوات التي تلت الحادثة، وقد صرحت في مناسبات عديدة أنها كانت مستهدفة أيضًا بشكل غير مباشر نتيجة لهذه الجريمة، وأكدت أن وفاته تركت أثرًا نفسيًا عميقًا عليها وعلى عائلتها، لكنها استمرت في مسيرتها الفنية رغم كل التحديات.
لا تزال القضية محل اهتمام وتحليل لدى المهتمين بالشأن العام، حيث يراها البعض نموذجًا لحوادث غامضة تتطلب تحقيقات معمقة لكشف كافة ملابساتها، وعلى الرغم من مرور الوقت، إلا أن ملابسات مقتل والد نانسي عجاج تظل تحمل الكثير من التساؤلات التي لم تجد إجابات نهائية حتى الآن.