
تشهد الساحة الدولية تحركات واسعة النطاق تهدف إلى تغيير ملامح العقائد الدينية ودمجها في قوالب موحدة تحت مسمى “الديانة الإبراهيمية”، وهو ما يتجلى في مشروعات ضخمة مثل بيت العائلة الإبراهيمية، حيث يجمع بين المسجد والكنيسة والكنيس في مبنى واحد، وبينما يروج البعض لهذه المبادرات تحت مظلة التعايش والسلام، يراها آخرون وسائل لتفريع العقائد من جوهرها، في محاولة لتشكيل هوية عالمية خالية من الثوابت الدينية.
المشروع الإبراهيمي وتأثيره على العقيدة الإسلامية
يرى الخبراء أن المشروع الإبراهيمي يشكل أكبر تهديد للعقيدة الإسلامية، خاصة وأنه يعتمد على فكرة دمج الأديان في إطار إنساني يفتقر للوحي الإلهي والمرجعية الشرعية، ويعتمد هذا المخطط على التقليل من أهمية العقائد الدينية الواضحة، حيث يصبح الدين مجرد إطار ثقافي أو اجتماعي، وليس علاقة روحية وتنظيمية بين الإنسان وربه، وتصريحات قيادات دينية وسياسية عديدة تشير إلى أن هذه المبادرات ليست حوارًا حقيقيًا بين الأديان، بقدر ما هي تفكيك للخصوصيات العقائدية ودمجها في نموذج علماني عالمي.
بيت العائلة الإبراهيمية ومفهوم التذويب الديني
يعد “بيت العائلة الإبراهيمية” في الإمارات نموذجًا حيًا لهذا المشروع، حيث يجتمع مكان العبادة الإسلامي والمسيحي واليهودي في مجمع واحد، وبينما يتم الترويج له كخطوة نحو تعزيز التسامح الديني، يرى المراقبون أنه خطوة باتجاه إلغاء الفروق الأساسية بين الأديان وتحويلها إلى هوية إنسانية خالية من التفرّد، هذا التوجه يجعل الدين قالبًا يمكن تعديله ليناسب القيم الحداثية بعيدًا عن الثوابت الأصلية للديانات السماوية، مما يثير مخاوف بشأن مستقبل العقيدة الإسلامية التي تعتمد على نصوص واضحة وثابتة لا تقبل التأويلات البشرية التعسفية.
دول الخليج وموقعها في تنفيذ المشروع الإبراهيمي
تلعب دول الخليج دورًا محوريًا في تنفيذ رؤية المشروع الإبراهيمي، حيث تتسابق الإمارات والسعودية وقطر على تنفيذ مشروعات تدعم هذه الفكرة، فالإمارات قامت بالفعل بافتتاح “بيت العائلة الإبراهيمية”، بينما السعودية تعد لإنشاء أكبر معبد هندوسي في المنطقة، وقطر تروج لخطاب ديني حداثي من خلال منصاتها الإعلامية الكبرى، كل ذلك يعكس تحالفاً قوياً بين السياسة والمال لإعادة تشكيل الهوية الدينية، وقد وصف خبراء هذا التوجه بأنه يمهد الطريق لتغيير جوهري في مفهوم التدين الفردي والجماعي.
من جهة أخرى، يُشير محللون إلى تأثيرات الأزمات الأخيرة مثل جائحة كورونا والتقدم في الذكاء الاصطناعي، في قبول هذه الأفكار، حيث استغل صناع القرار هذه التحولات لتقديم مشاريعهم كحلول للأزمات الأخلاقية والدينية التي تواجه العالم، ومع ذلك، يرى علماء الدين أن الإسلام هو المستهدف الأول لأنه يحتفظ بمرجعيته الراسخة، التي تتناقض مع محاولات دمج العقائد أو تحريفها باسم التعايش والتسامح.
في النهاية، تبقى هذه المشاريع قيد الجدال والرفض من العديد من الجهات، حيث يعتبرها البعض محاولات لطمس الهوية الدينية وتحويل الأديان إلى مجرد منظومة اجتماعية قائمة على المصالح، فهل نحن على وشك دخول عصر جديد من التحولات العقائدية أم أنها مجرد موجة ستنتهي بفشلها؟
تبون يعلن رسميًا: موعد زيادة معاشات المتقاعدين في الجزائر لعام 2025
«صراع مثير».. الزمالك يسعى للوصافة وبيراميدز يطمع في الصدارة الليلة
«مواجهة قوية» سام مرسي يقود إيبسويتش تاون أمام إيفرتون في كأس الرابطة
«جدول امتحانات» الصف الثالث الإعدادي 2025 جميع المحافظات.. التفاصيل كاملة هنا
التسجيل في منحة العمالة غير المنتظمة متاح الآن – سارع بالاستفادة قبل انتهاء الفرصة
«أحداث نارية» في إعلان عثمان 193: هل تموت حليمة؟.. تعرف على التفاصيل والتردد
«أسعار الذهب» اليوم في السعودية.. عيار 24 يصل إلى 403 ريال سعودي
«سعر الدولار» يقفز مفاجأة اليوم الأربعاء في البنوك والسوق السوداء 14 مايو 2025