«تقنية ثورية» هل ستمكنك من التحدث مع حيوانك الأليف قريبًا؟

في خطوة غير مسبوقة من التطور التكنولوجي، كشفت شركة بايدو الصينية عن تقدمها براءة اختراع جديدة لنظام ذكاء اصطناعي يستطيع ترجمة أصوات الحيوانات إلى لغات بشرية. هذا الابتكار يعتمد على تكنولوجيا ذكية تهدف إلى تعزيز فهم البشر لمشاعر الحيوانات وسلوكياتها، مما يفتح آفاقًا جديدة للتواصل بين الإنسان والحيوان، وقد يكون له تأثير واسع بمجالات متعددة تشمل الرعاية البيطرية والزراعة.

كيف يعمل نظام ترجمة أصوات الحيوانات؟

يعتمد النظام الجديد على تقنيات ذكاء اصطناعي متطورة، مثل نموذج “إرني 4.5 توربو”، لتحليل الإشارات الصوتية والبصرية والفسيولوجية الصادرة عن الحيوانات. يتم تغذية النظام بمعلومات متكاملة كالنباح أو المواء، إلى جانب لغة الجسد ومعدل ضربات القلب، لتحديد الحالة العاطفية للحيوانات بدقة متناهية. على سبيل المثال، بإمكان المستخدمين توجيه هواتفهم الذكية نحو حيواناتهم، ليقوم النظام بتحويل أصواتهم إلى نصوص مترجمة مثل “أنا جائع” أو “أنا خائف”، مما يجعل التواصل بين الكائنات الحية أكثر سهولة ووضوحًا.

المنافسة في سوق ترجمة الحيوانات

بايدو ليست الشركة الوحيدة التي تعمل في هذا المجال؛ حيث تعمل العديد من الشركات والمبادرات العالمية على اكتشاف طرق جديدة لفهم تواصل الحيوانات. مشروع “أنواع الأرض”، بقيادة ريد هوفمان، يسعى منذ سنوات لفك رموز اللغات الحيوانية، بينما يركز مشروع CETI على دراسة أصوات ونقرات حيتان العنبر باستخدام الذكاء الاصطناعي. كما أن باحثين من الدنمارك حاولوا تحليل أصوات الخنازير لاكتشاف ما تعنيه أنماط أصواتها المختلفة. هذه المشاريع تؤكد أن هناك سوقًا متناميًا للمنافسة في مجال فهم تفاعل الحيوانات.

التحديات التقنية ونتائج مشروع بايدو المستقبلية

على الرغم من الفرص الكبيرة، يواجه النظام تحديات تقنية كبيرة ترتبط بدقة عملية الترجمة واستيعاب السياقات السلوكية المختلفة لكل نوع من الحيوانات. يرى خبراء مثل جيمس بور أن التطور المبدئي قد يكون محدودًا إلى حد يشبه أدوات الترجمة الحالية التي تعاني من نقص الدقة. ورغم هذه التحديات، يمكن أن تحدث هذه الابتكارات تغييرًا هائلًا عند تحقيق دقة وموثوقية أعلى، مما سيترك بصمة واضحة في مجالات الزراعة، العلوم البيئية، والرعاية البيطرية.

إذا نجح هذا المشروع، فإنه سيشكل مستقبلًا جديدًا في كيفية تفاعل الإنسان مع الحيوانات، مما سوف يساعد على فهم أدق للغة تلك الكائنات وأخلاقياتها، ويدعم رعاية أشمل وأفضل لها.