تنويه عاجل: العبقري الذي خسر 40 مليار دولار يعترف بالاحتيال في العملات المشفرة اليوم

شهد عام 2022 انهيارًا مدوّياً في عالم العملات الرقمية، مع خسارة تجاوزت 40 مليار دولار بسبب فشل عملتي “تيرا يو إس دي” و”لونا”، اللتين قام بتطويرهما دو كوون، رائد الأعمال الكوري الجنوبي في مجال العملات المشفرة. هذه الأحداث أثارت ضجة واسعة وأدت إلى إقرار كوون بذنبه في تهمتين أساسيتين تتعلقان بالتآمر للاحتيال والاحتيال الإلكتروني.

تفاصيل الاحتيال الكبير في عملة “تيرا يو إس دي” والعملات المشفرة ذات الصلة

دو كوون، مؤسس شركة “تيرالابس” في سنغافورة، روج لعملة “تيرا يو إس دي” كعملة مستقرة مرتبطة بالدولار الأمريكي، بهدف منع التقلبات السعرية التي تميز العملات الرقمية التقليدية، ما جعله يستقطب مليارات الدولارات من الاستثمارات العالمية. وقد وصفته وسائل الإعلام في كوريا الجنوبية بأنه “عبقري” في هذا المجال، لكن الأمور اتخذت منحى دراماتيكيًا مع انهيار العملتين في مايو 2022، حيث تسببت تلك الخسائر الضخمة في تداعيات سلبية على المستثمرين، وظهور اتهامات بأن كوون أنشأ مخططًا هرميًا ضخمًا أدى إلى خسارة مدخرات عديدة فئات مستثمرين.

الاتهامات القانونية ضد دو كوون وكيفية تحايله على المستثمرين

في يناير 2023، واجه كوون لائحة اتهام تشمل تسع تهم، منها الاحتيال في الأوراق المالية، والاحتيال الإلكتروني، والتآمر لغسل الأموال، بعد اتهامه بتضليل المستثمرين خلال عام 2021 بشأن عملة “تيرا يو إس دي”. وكشف المدعون أن كوون استخدم ادعاءات كاذبة، مثل نشر معلومات خاطئة عن خوارزمية “بروتوكول تيرا” التي يُفترض أنها تستعيد قيمة العملة تلقائيًا، بينما كان يدير سرًا عمليات شراء ضخمة من عملة “تيرا يو إس دي” لدعم سعرها بشكل مصطنع. وقد أدت هذه الممارسات إلى دفع المستثمرين لشراء منتجات “تيرالابس” والتي رفعت من قيمة عملة “لونا” إلى 50 مليار دولار بحلول ربيع 2022.

العقوبات والتسويات المالية التي فرضت على دو كوون وشركة “تيرالابس”

بعد اعتقال كوون في الجبل الأسود عام 2024 وتسليمه للولايات المتحدة، وافق على دفع غرامة مدنية قدرها 80 مليون دولار، إضافة إلى منع إجراء أي معاملات تتعلق بالعملات المشفرة، كجزء من تسوية بقيمة 4.55 مليار دولار مع هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية. ويواجه كوون احتمال السجن لمدة تصل إلى 25 عامًا، لكن الحكومة طلبت تقليص العقوبة إلى 12 عامًا مقابل اعترافه بالمسؤولية عن جرائمه. كما يحتجز كوون حاليًا ويُتوقع صدور الحكم النهائي بحقه في ديسمبر المقبل، مع احتمال نقله إلى الخارج بعد قضاء نصف مدة العقوبة، في إطار الاتفاق مع السلطات.

إن اعتراف دو كوون بالجرائم المرتكبة جاء بعد فترة من نفي التهم، مما يؤكد حجم التورط في هذه القضية التي هزت ثقة المستثمرين في سوق العملات المشفرة. ولا تزال تداعيات هذا الاحتيال الكبير تثير اهتمام الجهات القانونية والاقتصادية، وسط متابعة دقيقة لتداعيات تلك الخسارة على المنظومة المالية الرقمية.