«تهديدات إسرائيل» باغتيال عبدالملك.. أول رد حوثي يشعل الجدل والتوتر بالمنطقة

شهدت الأيام الأخيرة تصاعداً في اللهجة العدائية بين مليشيا الحوثي الإرهابية والكيان الإسرائيلي، بعد تهديد رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو باغتيال عبدالملك الحوثي، زعيم المليشيات، مما دفع قيادات الحوثيين للرد بمواقف وتصريحات تسعى لإظهار التحدي والتقليل من حجم هذه التهديدات. هذا الموقف يعكس محاولة كلا الطرفين لتعزيز مواقفهم السياسية والعسكرية في سياقاتهم المحلية والإقليمية.

رد الحوثيين على تهديدات إسرائيل باغتيال زعيمهم

جاء رد المليشيا الحوثية على لسان القيادي محمد علي الحوثي الذي وصف تهديدات الكيان الإسرائيلي بأنها “بيع للوهم” ومحاولة للهروب من الأزمات الراهنة التي تواجهها إسرائيل، خاصةً في غزة. الحوثي أكد أنه رغم التهديدات فإن محاولات نتنياهو ووزير دفاعه لن تحقق أي إنجاز في اليمن، بل اعتبر أن إسرائيل تعاني من عجز استراتيجي؛ وأن تحركاتها تأتي في إطار محاولات تعزيز الموقف الداخلي لحكومة الاحتلال وسط تصاعد الضغوط عليها في الداخل والخارج. الحوثي سلط الضوء على غياب الدعم الأمريكي الكافي، مشيراً إلى أن تخلي الولايات المتحدة عن المساندة يعكس حدود النفوذ الإسرائيلي الإقليمي المتناقص.

التصعيد الإسرائيلي ضد الحوثيين والبنية التحتية اليمنية

في المقابل، استعرض المسؤولون الإسرائيليون تفاصيل العمليات العسكرية المنفذة ضد مواقع حيوية مرتبطة بالحوثيين، حيث أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي أن سلاح الجو استهدف موانئ مثل الحديدة والصليف، ما تسبب في أضرار جسيمة لهذه المرافق، مع تصريحات تؤكد استهداف مطار صنعاء كذلك بصواريخ دقيقة. وأضاف وزير الدفاع أن إسرائيل تضع قيادة الحوثيين على قائمة الاستهدافات المباشرة، مشيراً إلى تصميم الجيش الإسرائيلي على تنفيذ ضربات موجعة إذا استمر الحوثيون بمهاجمة الكيان الإسرائيلي بالصواريخ والطائرات المسيرة. هذا التصعيد يعكس الاستعداد لجر المواجهة إلى مستويات جديدة.

الأبعاد السياسية والدلالات الإقليمية للصراع

تصاعد التوتر بين الحوثيين وإسرائيل لا يمكن قراءته بعيداً عن سياق الصراعات الإقليمية الأوسع. ففي حين تسعى إسرائيل إلى فرض موقف حازم أمام الحوثيين لإظهار قوتها، ترى المليشيات الحوثية في هذا التصعيد فرصة للتأكيد على دورها كطرف قادر على إرباك حسابات إسرائيل الإقليمية. التفاهمات الإقليمية والتوازنات الدولية تلعب دوراً مهماً في تحديد مسار هذه المواجهات. يبدو أن التصريحات والتصعيد العسكري جاءا كردود فعل آنية مرتبطة بتحديات المرحلة الراهنة، سواء تصعيد الحوثيين المتكرر نحو إسرائيل أو التوترات الناتجة عن حرب غزة.

مع استمرار هذا التصعيد العسكري والتصريحات المتبادلة، يبقى المستقبل السياسي والعسكري مرهوناً بتطور الأحداث على الساحة الإقليمية والدولية، وقد تؤدي الضغوط المتزايدة إلى خفض حدة هذا التوتر أو تفجيره بشكل أوسع.