تهديد بإفلاس شركة 23andMe يثير قلقاً على بيانات الحمض النووي للملايين.. ماذا سيحدث لاحقاً؟

23andMe تواجه أزمة إفلاس خطيرة تهدد بيانات الحمض النووي لملايين العملاء، حيث تتدهور الأوضاع المالية بسرعة، ما يثير قلقًا بالغًا حول حماية هذه البيانات الوراثية الحساسة في ظل احتمالات بيعها أو نقلها خلال عمليات إعادة الهيكلة أو الإفلاس.

مسيرة شركة 23andMe بين النجاح المالي والتحطم الاقتصادي

تأسست شركة 23andMe بهدف تمكين الأفراد من إجراء اختبارات الحمض النووي في منازلهم، مستفيدة من ثورة التكنولوجيا الحيوية والرغبة المتزايدة في معرفة الأصول الجينية وتاريخ العائلة، وبالرغم من انضمام أكثر من 14 مليون مستخدم إلى اختباراتها، لم تتمكن الشركة من تحقيق أرباح مالية منذ التأسيس، مما انعكس سلبًا على وضعها المالي. ففي عام 2021، ارتفعت قيمتها السوقية إلى 6 مليارات دولار خلال إدخالها في سوق التداول العام، لكن هذا الإنجاز لم يدم طويلًا، إذ خسرت الشركة 99% من قيمتها في وقت قصير، لتصل إلى حافة الإفلاس، وتدخل في أزمة مالية غير مسبوقة.

تأثير اختراق بيانات 23andMe على ثقة العملاء وأمن المعلومات الوراثية

الأزمة المالية في شركة 23andMe لم تكن الوحيدة، إذ تعرضت لهجوم إلكتروني واسع استهدف بيانات نحو 6.9 مليون حساب، مما أثار موجة واسعة من القلق حول مدى حماية المعلومات الوراثية، ورفع علامات استفهام جسيمة حول قدرة الشركة على إدارة أمن بيانات عملائها. تزامنت هذه الأحداث مع استقالة مجلس الإدارة بالكامل، وانتقادات لاذعة للرئيسة التنفيذية آن فوجسيكي، وهو ما أضاف طبقة جديدة من عدم اليقين لمستقبل 23andMe وسياستها في حماية خصوصية العملاء.

مصير بيانات الحمض النووي مع اقتراب 23andMe من الإفلاس ومخاطر الخصوصية القانونية

مع تصاعد خطر إفلاس 23andMe، يبرز السؤال المصيري بشأن مصير بيانات الحمض النووي لملايين المستخدمين، فوفقًا لسياسة الخصوصية المعتمدة، يمكن للشركة بيع أو نقل هذه البيانات أثناء عمليات الإفلاس أو إعادة الهيكلة، مما يثير خشية واسعة بين الخبراء والعملاء حول إمكانية استغلال هذه المعلومات الحساسة لأغراض تجارية غير أخلاقية. إذ تشير أستاذة القانون أنيا برينس إلى أن الحماية القانونية، مثل قانون نقل التأمين الصحي والمساءلة (HIPAA)، لا تغطي بيانات الحمض النووي من شركات خاصة مثل 23andMe، ما يعني تعرض هذه المعلومات الشخصية للمخاطر القانونية واستغلالها المحتمل. من ناحيتها، تؤكد المحاضرة القانونية ميجان بريكتور والمحامية في الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية فيرا إيدلمان على وجوب توخي الحذر من قبل الأفراد قبل الخضوع لهذه الاختبارات الوراثية، لأن الاعتماد فقط على شروط الخدمة الخاصة بهذه الشركات لا يمنح ضمانات كافية لحماية المعلومات الجينية.

  • اختبارات الحمض النووي المنزلية أصبحت أكثر انتشارًا بين المستخدمين.
  • الأزمات المالية والاختراقات الإلكترونية تهدد شركة 23andMe.
  • البيانات الوراثية عرضة للبيع أو الاستغلال في ظل غياب حماية قانونية قوية.
  • مطالب بضرورة تشريعات أكثر صرامة لحماية خصوصية المعلومات الوراثية.

تتمسك الرئيسة التنفيذية آن فوجسيكي بعدم بيع الشركة دون ضمان حماية خصوصية البيانات، إلا أن الضغوط المالية الهائلة التي تواجهها 23andMe قد تحول دون استمرارها لفترة طويلة، فتظل أسئلة حاسمة معلقة حول قدرة الشركة على إدارة الأزمات المالية والأمنية والقانونية، ومصير ملايين العينات الوراثية بين أيدي قد لا تضع خصوصية الأفراد في مقدمة أولوياتها، مما يجعل المستقبل غير مضمون أمام هذه الشركة الرائدة في تحليل الحمض النووي.

عام التأسيس عدد العملاء
2006 أكثر من 14 مليون
قيمة السوق في 2021 خسائر القيمة
6 مليارات دولار خسارة 99% خلال فترة قصيرة