توترات العالم تسيطر على أجواء مهرجان كان السينمائي لهذا العام

توترات العالم تسيطر على أجواء مهرجان كان السينمائي لهذا العام
توترات العالم تسيطر على أجواء مهرجان كان السينمائي لهذا العام

مع اقتراب انطلاق الدورة الثامنة والسبعين لمهرجان كان السينمائي في الثالث عشر من مايو/أيار، يتأهب العالم لمتابعة أحد أكبر الأحداث السينمائية التي تحمل مزيجاً من الفن والسياسة. في هذا العام، ينعكس تأثير النزاعات العالمية، بما في ذلك الحرب في غزة والحرب الأوكرانية الروسية، من خلال البرامج والعروض السينمائية التي تقدم رؤى مختلفة لهذه القضايا وتبرز دور السينما في توثيق الإنسانية.

مهرجان كان السينمائي وتأثيرات الحرب في غزة

يحتل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مركزًا مهمًا في فعاليات مهرجان كان السينمائي هذا العام من خلال أعمال سينمائية مثل الفيلم الوثائقي “ضع روحك على كفك وامشِ”. هذا الفيلم للمخرجة الإيرانية سبيده فارسي يُبرز التحديات اليومية التي عاشتها الشابة فاطمة حسونة، الناشطة والمصورة من غزة، والتي استهدفتها الحرب بشكل مأساوي. يعبر المهرجان عن تقديره لقصة بطلتها من خلال تخصيص عرض لفيلمها ضمن قسم “أسيد”، حيث تمثل هذه الفرصة تكريمًا لكل من فقدوا حياتهم نتيجة النزاع المستمر. المخرجة أكدت أن الفيلم يحمل نظرة إنسانية شاملة، ويسلط الضوء على الحياة والأمل رغم الدمار المستمر في غزة.

برنامج خاص لدعم أوكرانيا في مهرجان كان السينمائي

أبدى مهرجان كان السينمائي تضامنه مع أوكرانيا عبر تقديم يوم خاص بعنوان “يوم أوكرانيا”، حيث استعرض عددًا من الأفلام الوثائقية التي تروي قصص الحرب والنضال. من بين هذه الأفلام عملاً يتمحور حول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إضافة إلى فيلم وثائقي بقلم الفرنسي برنار هنري ليفي عن الجبهة القتالية. الهدف من هذا البرنامج هو إبراز دور الفن في تناول قضايا الحرب العالمية وتأثيرها على الشعوب، ومنح مساحة للقصص الإنسانية التي قد يغفلها الإعلام التقليدي. المهرجان يسعى من خلال هذا اليوم إلى دعم الإبداع السينمائي كشاهد حي على الألم والتضحيات.

السينما كوسيلة توثيق الأحداث العالمية في مهرجان كان السينمائي

على مدى سنواته الطويلة، كان مهرجان كان السينمائي منصة رئيسية لعرض الأفلام التي تسلط الضوء على النزاعات العالمية من منظور إنساني. في الدورة الحالية، يأتي فيلم “كان يا ما كان في غزة”، وهو من ضمن قسم “نظرة ما”، كمثال آخر على دور السينما في توعية المشاهد بالتعقيدات الحياتية في الأراضي المحتلة. الفيلم يعكس الحياة اليومية لقطاع غزة من خلال عيون المبدعين الذين ولدوا هناك. بجانب ذلك، يعرض المهرجان فيلمًا إسرائيليًا للمخرج ناداف لابيد تناول الموسيقى كوسيلة للتعبير عن التناقضات السياسية والاجتماعية في إسرائيل. هذه الأعمال ليست فقط مجرد أفلام، بل هي شهادات حية توثق مرحلة مهمة من التاريخ المعاصر.

جدير بالذكر أن مهرجان كان لطالما اتخذ مواقف واضحة بشأن القضايا العالمية الكبرى كما حدث عندما رفض إشراك أي أفراد أو هيئات حكومية روسية في فعالياته بعد الغزو الروسي لأوكرانيا. يعكس هذا الموقف مدى تأثير الفن في معالجة القضايا الأخلاقية وتسليط الضوء على روايات الشعوب التي تعاني، وهو ما يجعل مهرجان كان مثالاً للالتزام الإنساني عبر السينما.