«توتر» يعصف بسقطرى بعد محاولة «إجلاء» متهمين بجريمة قتل عنوة

تشهد مدينة حديبو، عاصمة محافظة سقطرى، حالة من التوتر الأمني بسبب تصاعد الخلافات إثر محاولة مسلحين اقتحام إدارة أمن المدينة لإطلاق سراح متهمين في قضية قتل أثارت الرأي العام. تأتي هذه التطورات على خلفية مطالبات مجتمعية بضرورة ضبط النفس، وحل الأزمة تحت مظلة القانون بعيدًا عن أي صراعات مسلحة تؤثر على استقرار سقطرى.

الوضع الأمني في حديبو وتصاعد التوتر

تعاني مدينة حديبو من تدهور أمني ملحوظ نتيجة لتفاقم الصراعات والنزاعات بين الأطراف المختلفة، حيث قامت مجموعة مسلحة بمحاصرة مبنى إدارة الأمن في محاولة للسيطرة عليه باستخدام القوة، بهدف إطلاق سراح متهمين متورطين في جريمة قتل أثارت جدلاً واسعًا. المجتمع المحلي عبر عن استيائه الكبير من الحادثة، خاصة وأنها انعكاس خطير لتدهور الأوضاع الأمنية بسبب النزاعات المستمرة على النفوذ بين الأطراف المتصارعة. هذا التصعيد يأتي في ظل علاقات متشابكة بين مختلف القوى المحلية، والقوات الموالية للإمارات، مما أدى إلى تعقيد المشهد الأمني والسياسي في الجزيرة.

أثر الخلافات القبلية على استقرار سقطرى

يُعتبر تصاعد الخلافات القبلية أحد أبرز المسببات لزعزعة الأمن والاستقرار في محافظة سقطرى، حيث تساهم هذه الصراعات في تغذية النزاع بين الجماعات المسلحة وتزايد الخلافات حول توزيع النفوذ والسيطرة، وهو ما جعل المدينة تواجه تحديات أمنية كبيرة. هذه التوترات القبلية انعكست على إدارة الأزمات، شكّلت ضغطاً إضافياً على الأجهزة الأمنية التي تحاول جاهدةً حفظ الاستقرار في ظل تلك التعقيدات. وبالرغم من المطالبات الشعبية للتهدئة واحترام سلطة القضاء، إلا أن التدخلات القبلية لا تزال تؤثر بشكل مباشر على القضايا المطروحة وتفاقم الأزمات.

استجابة المجتمع لضرورة تحقيق استقرار سقطرى

دعت الأوساط الاجتماعية في سقطرى إلى تضافر الجهود للوصول إلى حل أمثل للأزمة الحالية عن طريق التعاون مع الجهات الأمنية واحترام القوانين، حيث أكدت تلك الأوساط أن التحرك باستخدام القوة لتحقيق المصالح الفردية يمثل أمراً خطيراً ويهدد النسيج الاجتماعي للمحافظة. كما طالبت تلك الجهات بضرورة ترك النشاط القضائي للقنوات الرسمية بعيداً عن تأثير الأطراف المختلفة، مشيرة إلى أهمية تجنب العنف لضمان الحفاظ على السلم والسلام في سقطرى على كافة المستويات. ويأتي هذا في وقت تتزايد فيه مخاوف السكان من تطور الأمور إلى مواجهات مسلحة، ما يستلزم وقفة جادة من الجميع لمعالجة الأسباب الجذرية للصراعات المستمرة.

لا يزال التوتر يسيطر على أجزاء من مدينة حديبو، ومع انتشار قوات الأمن لمحاولة احتواء الأوضاع، يأمل سكان المحافظة في استعادة الهدوء والاستقرار الذي افتقدته الجزيرة بسبب تلك الصراعات، ما يجعل الحلول الدبلوماسية والمجتمعية ضرورة قصوى في الوقت الراهن بهدف حماية مصالح سقطرى.