«توعد خطير».. دولة عظمى تهدد الحوثيين بعد الاتفاق الأمريكي معهم

تستعد البحرية الملكية البريطانية بشكل مكثف للتعامل مع التهديدات الحوثية المتوقعة خلال مرور السفينة الحربية “إتش إم إس برينس أوف ويلز” عبر مضيق باب المندب، ويأتي هذا في سياق توترات متصاعدة بين الأطراف، حيث تركز بريطانيا على تأمين مصالحها الاستراتيجية في المنطقة، بجانب تعزيز استراتيجيتها العسكرية، وسط تهديدات مباشرة من مليشيات الحوثي بالرد على عمليات سابقة نفذتها المملكة المتحدة ضد مواقعهم.

البحرية البريطانية وجهود تأمين مضيق باب المندب

تعد السفينة الحربية البريطانية “إتش إم إس برينس أوف ويلز” واحدة من أبرز حاملات الطائرات في البحرية الملكية، وهي مجهزة بحوالي 18 مقاتلة من طراز F-35 المتطورة، إلى جانب معدات عسكرية متقدمة. ومن المقرر أن تمر هذه السفينة قريبًا عبر باب المندب، وهي نقطة اختناق بحرية مهمة تربط البحر الأحمر بخليج عدن، مما دفع بريطانيا لتعزيز الإجراءات الأمنية لتأمين مرورها بأمان. تشمل هذه الجهود وضع خطط تكتيكية لضرب مواقع الحوثيين في حال توجيه أي هجوم نحو السفينة أثناء مرورها، كما تم تكليف قوات خاصة ومشاة البحرية الملكية بتنفيذ مهام الإنقاذ إذا أصيب أي طيار مقاتل أثناء العمليات.

التهديدات الحوثية والرد البريطاني الاستراتيجي

تصاعدت التوترات بين بريطانيا وجماعة الحوثي في الآونة الأخيرة في ظل هجمات متبادلة تهدف لترسيخ النفوذ في البحر الأحمر، وقد هدد الحوثيون بالرد على هجمات نفذتها لندن بمعاونة القوات الأمريكية. يعود التصعيد الأخير إلى عمليات بريطانية مكثفة استهدفت معسكرات الحوثيين، ومن المتوقع أن تكون هذه التهديدات محفزًا لمزيد من العمليات البحرية في المنطقة. ومع وجود اتفاق مؤخرًا بين الحوثيين والولايات المتحدة على هدنة، يبقى الوضع قابلًا للتغيير في أي لحظة، خاصة مع احتمال استغلال الحوثيين مرور السفينة البريطانية وعبرها لتحقيق مكاسب عسكرية أو إعلامية.

التعاون الدولي وأبعاده على أمن المنطقة

تعاونت القوات البريطانية بشكل وثيق مع الولايات المتحدة خلال الأشهر الماضية، حيث شنت الدولتان عمليات جوية وبرية مستهدفةً مواقع حوثية في اليمن، وأسفرت عن إضعاف نفوذ الجماعة إلى حد ما. ومع ذلك، يبقى الموقف الإقليمي معقدًا، حيث تسعى قوى كبرى مثل بريطانيا لتعزيز السيطرة على الممرات البحرية الدولية كجزء من استراتيجياتها في التصدي للتهديدات المحتملة. يعد مضيق باب المندب أحد أهم هذه المواقع الاستراتيجية، حيث يمر من خلاله جزء كبير من صادرات النفط العالمية، وهو ما يجعل استقراره أولوية لمختلف القوى الدولية.

بالتزامن مع هذه التحركات العسكرية، يبقى الوضع في المنطقة مرهونًا بتغيير موازين القوى بين الأطراف المتصارعة، حيث تشكل هذه التطورات اختبارًا حقيقيًا لاستراتيجيات المملكة المتحدة في الخليج والمحيط الهادئ. التواجد الدولي المكثف في مضيق باب المندب يعكس رؤية واضحة لأهمية تأمين الممرات البحرية والمصالح الاقتصادية المرتبطة بها، في ظل استمرار التهديدات الحوثية.