«توقعات صادمة».. كم يبلغ عدد سكان اليمن بحلول عام 2025؟

تمثل اليمن نموذجًا متفردًا في النمو السكاني السريع، إذ يعكس تعداد السكان فيها التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها الدولة، وعلى الرغم من الاضطرابات السياسية والاقتصادية، إلا أن تعداد سكان اليمن الذي تجاوز 30 مليون نسمة يعكس تطلعات النمو والتغيير، لكن مع ذلك، يدعو ذلك إلى تسليط الضوء على تأثير الأزمات والحروب على الحياة اليومية للسكان وتوزيعهم الجغرافي.

العوامل المؤثرة على عدد سكان اليمن

تشكل العوامل الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية التحديات الأبرز لعدد سكان دولة اليمن. يتميز اليمن بمعدل ولادات مرتفع جدًا، متأثر بالعادات والتقاليد الاجتماعية التي تشجع على الإنجاب المتكرر والمبكر، مما يؤدي إلى زيادة غير مستقرة في السكان. في العقدين الأخيرين، ساهم التحسن النسبي في الرعاية الصحية في تقليل الوفيات رغم الأوضاع المعيشية الصعبة، فيما ترتبط التغيرات الاجتماعية الثقافية بظهور الاتجاهات الجديدة، حيث بدأت بعض الأسر في المدن الكبرى كتقليص عدد أفراد الأسرة نتيجة الوعي بتكاليف المعيشة.

تحارب اليمن أيضًا نقص الموارد الأساسية لتلبية احتياجات النمو السكاني المتزايد، بما في ذلك التعليم والصحة والمياه الصالحة للشرب، مما يجعل التحديات السكانية أكثر تعقيدًا وتأثيرًا على النظام الاقتصادي والاجتماعي.

تأثير الأزمات السياسية على التعداد السكاني

لقد كان للأزمات السياسية والحروب أثر مباشر على تعداد سكان اليمن ومعدلات الهجرة والنزوح. الحرب المستمرة منذ عام 2015 أدت إلى نزوح أكثر من خمسة ملايين شخص داخل وخارج البلد، الأمر الذي أثر على توزيع الكثافة السكانية. المناطق الريفية والجبلية أصبحت ملاذًا للهاربين من مناطق النزاع، بينما سجلت المدن الكبرى مثل صنعاء والحديدة صعوبة في استيعاب السكان المهاجرين إليها.

بالإضافة إلى ذلك، ارتفعت معدلات الوفيات بفعل انعدام الأمن الغذائي والعناية الطبية، والخسائر المتزايدة بين الفئات العمرية الصغرى وكبار السن، حيث تعتبر هذه الفئات الأكثر تأثرًا بالصدمات الاقتصادية والجسدية الناجمة عن الحرب.

كم عدد سكان اليمن 2025 والتوقعات المستقبلية

اعتمادًا على الإحصاءات الأخيرة، يتوقع أن يصل تعداد سكان اليمن إلى أكثر من 35 مليون نسمة بحلول عام 2025. يتميز الهيكل السكاني بارتفاع نسبة الشباب الذين يمثلون حوالي 60% من إجمالي السكان، في المقابل يمثل هذا العدد الكبير من الشباب تحديًا كبيرًا لضمان توفير العمل والتعليم والرعاية الصحية لهذه الفئة الديناميكية.

تُشكل الإدارة الجيدة للنمو السكاني في اليمن ضرورة ملحة لمواجهة التحديات المستقبلية. القطاع الحكومي بحاجة لتطوير استراتيجيات أكثر استدامة، بما في ذلك تعزيز برامج توعية بتنظيم الأسرة، فضلًا عن تمكين المرأة وتقديم فرص عمل وتعليم تلائم احتياجات الشباب. بهذه الطريقة يمكن معالجة أسباب الفقر وتحقيق توازن في النمو السكاني يساهم في النهوض بالمجتمع ككل.