«توقعات مالية» سعر الذهب يصعد 1% لأعلى مستوى في أسبوع بعد فرض ترامب رسوم جمركية جديدة

الذهب ارتفعت أسعاره بنسبة 1% اليوم الجمعة، ليصل إلى أعلى مستوى له خلال أسبوع، وسط تزايد القلق بين المستثمرين الذين يتجهون نحو الأصول الآمنة بعد توسيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نطاق الحرب التجارية بإعلان رسوم جمركية جديدة على مجموعة من الواردات، وهو ما أثار موجة من التوتر في الأسواق العالمية وزاد الطلب على الذهب كملاذ آمن.

لماذا ارتفعت أسعار الذهب بهذه السرعة؟

شهد الذهب زخماً كبيراً نتيجة لتصريحات ترامب الأخيرة التي شملت فرض رسوم جمركية قد تصل إلى 35% على واردات من كندا وكذلك رسوم مرتفعة على منتجات أخرى بما فيها النحاس والبرازيل، مما دفع المستثمرين إلى البحث عن ملاذات آمنة تحمي أموالهم من موجات التقلب الحادة في الأسواق، وهذا ما عزز الطلب على الذهب الذي يُعتبر من الأصول التي تحتفظ بقيمتها في أوقات الاضطرابات الاقتصادية والسياسية، كما أن الذهب لا يدر عائداً، لكنه يحظى بشعبية تزداد كلما قادت التوترات إلى انخفاض في أسعار الفائدة، كما حدث مؤخراً مع توقعات تخفيض الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي للفائدة.

تأثير الحرب التجارية على تحركات الذهب والأسواق

التصعيد التجاري من جانب الولايات المتحدة أدى إلى هبوط ملحوظ في الأسهم العالمية في الأيام الماضية، وهذا بدوره عزز التوجه نحو شراء الذهب، حيث ارتفعت أسعار الذهب الفورية إلى 3355.89 دولار للأوقية، في حين زادت العقود الآجلة إلى 3369 دولارا، وهو مؤشر واضح على استمرار الطلب المتزايد، الجدير بالذكر أن هذا التوتر التجاري يأتي ضمن سياسات جديدة هدفت لفرض رسوم جمركية عالية على واردات محددة، ما يضيف إلى حالة الضبابية التي تعاني منها الأسواق، ويجعل من الذهب الوجهة الأولى للمستثمرين الباحثين عن استقرار النسبي.

مقارنة بين أداء المعادن النفيسة في السوق الحالي

بجانب الذهب، تلعب المعادن النفيسة الأخرى دوراً مهمّاً في وضع المستثمرين، حيث شهدت الفضة والبلاتين والبلاديوم تحركات ملحوظة في أسعارها خلال الفترة الأخيرة، إذ ارتفعت الفضة بنسبة 2.1% إلى 37.79 دولار للأوقية، والبلاتين بنسبة 1.4% إلى 1379.15 دولار، والبلاديوم بنسبة 2.6% إلى 1171.18 دولار، مما يعكس صورة عامة تنذر بتقلبات كبيرة في قطاع المعادن النفيسة، وفي الجدول التالي توضيح لأداء هذه المعادن خلال الجلسة الأخيرة:

• يراقب المستثمرون تصريحات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بعناية، خاصةً حول خطط خفض أسعار الفائدة التي قد تستمر في تحفيز ارتفاع الذهب.
• تتفاعل الأسواق مع تصعيد النزاعات التجارية بين أكبر الاقتصاديات، مما يزيد من الطلب على الأصول الآمنة مثل الذهب.
• تتفاوت تحركات المعادن النفيسة تبعاً لتطورات الحرب التجارية والسياسات الاقتصادية العالمية.

إذا نظرنا إلى هذه العوامل مجتمعة، يتضح أن الذهب يحتفظ بمركزه كملاذ استثماري، ومصدر ثقة للمستثمرين وسط بيئة مالية غير مستقرة تتسم بالتوتر التجاري والضبابية في السياسات الاقتصادية، حيث يظل الذهب هو الخيار الأمثل لمن يبحث عن استقرار نسبي في أوقات عدم اليقين، بل أصبح أداء الذهب مؤشراً حساساً على تحولات الاقتصاد العالمي والتوترات التجارية التي تؤثر على حركة رأس المال والأصول المالية.