
سلط الإعلامي اليمني البارز، همدان العليي، الضوء على التناقض الكبير الذي يطبع خطاب ميليشيات الحوثي تجاه الولايات المتحدة، في وقت تشهد العلاقة بين الطرفين منعطفات مثيرة للجدل. هذا التناقض الذي أظهرته المواقف الحوثية يدفع للتساؤل حول مدى مصداقيتها، خاصة مع تبنيها خطابًا مزدوجًا بدأ منذ تبرير جرائمها ضد اليمنيين وحتى الانفتاح على التفاهم مع “الشيطان الأكبر”.
التناقضات الحوثية في الخطاب السياسي تجاه الولايات المتحدة
منذ عام 2004، دأبت ميليشيات الحوثي على مهاجمة خصومها من خلال اتهامهم بالعمالة للولايات المتحدة؛ ما ساعدها على الترويج لعداوتها تجاه “الشيطان الأكبر” كما اعتادت وصفها. هذه المواقف المتشددة كانت تهدف إلى كسب التعاطف الشعبي ودعم أجندتها الخاصة. لكنها جاءت مؤخرًا بوجه مختلف تمامًا؛ حيث أفصحت عن تفاهمات وتهدئة غير مباشرة مع واشنطن حول ترتيبات أمنية واقتصادية، وهذا ما كشفه الإعلامي اليمني همدان العليي، واصفًا ذلك بـ”الانقلاب الكبير في الخطاب السياسي للحوثيين”.
يُذكر أن هذه المواقف الغامضة ترتبط بمحاولات الميليشيات لضمان بقائها السياسي، ما يعزز اتهامات بأنها مجرد جزء من مشروع إقليمي أكبر يسعى لتحقيق مصالح خاصة دون النظر إلى معاناة الشعب اليمني الذي يعاني يوميًا تحت وطأة انتهاكاتها المستمرة.
كيف يعكس أنصار الحوثي تناقضات القيادة؟
اتهم همدان العليي أنصار الحوثي بالازدواجية عند تبرير مواقف قياداتهم المتناقضة. ووصفهم بأنهم “باعة التناقضات”، حيث يبررون المزاعم العدائية للميليشيات من جهة، ثم يدعمون التقارب مع واشنطن بعد سنوات من اعتبارها العدو الأول لليمنيين، كما أشار الإعلامي إلى أن هذا الولاء الأعمى يعزى للطموحات السياسية والمادية التي تحرك قادة الحوثيين، ومع ذلك يبقى من الصعب فهم أولئك الذين يواصلون التصديق دون التفكير في الحاضر والمستقبل.
كما كشف العليي أن هناك دوافع واضحة وراء هذه التصرفات من قبل الزعيم الحوثي ومسؤوليه، وتتمثل في تنفيذ أجندة إقليمية تخدم أطرافًا خارجية وتحافظ على نفوذ الميليشيات داخليًا. لكنه أبدى استغرابه الكبير من الدعم المستمر من قبل بعض الأنصار الذين يجازفون بتبرير كل تناقض دون اعتراض.
هل الخطاب الحوثي يؤثر على المشهد السياسي؟
ردود الفعل على ما كشفه همدان العليي توضح انقسام الشارع اليمني حول فعالية الخطاب الحوثي. فبينما يرى البعض أن كشف هذه التناقضات يساعد في إظهار الحقيقة للمجتمع الدولي والرأي العام المحلي، يعتقد آخرون أن مثل هذه المواقف تهدف فقط لتضليل العقول وتمويه الأهداف الخفية وفق أجندة الحوثيين.
لا شك أن تأثير الخطاب الحوثي يحمل أبعادًا كبيرة على المستوى السياسي المحلي والإقليمي، خصوصًا في ظل العلاقات المتوترة التي تشهدها المنطقة. ومع استمرار السجالات الإعلامية، يظل التساؤل قائمًا: هل سيسمح اليمنيون لهذه الكيانات بالاستمرار في صناعة الأزمات واستغلال المواقف السياسية؟
يبقى اليمن حاليًا ساحة مفتوحة لتحليل واستقصاء الأحداث السياسية المعقدة. يُذكر في هذا السياق أن الإعلاميين مثل همدان العليي يلعبون دورًا مهمًا في تسليط الضوء على هذه التناقضات التي تكشف حقيقة الواقع السياسي للحوثيين.