«جريمة مروعة» شاب يُقتل أثناء مكالمة هاتفية مع والدته بعد 15 عامًا من الفراق

«جريمة مروعة» شاب يُقتل أثناء مكالمة هاتفية مع والدته بعد 15 عامًا من الفراق
«جريمة مروعة» شاب يُقتل أثناء مكالمة هاتفية مع والدته بعد 15 عامًا من الفراق

تحدثت منوبية ميراوي، الأم التونسية التي فجعت بفقدان ابنها هشام ضحية جريمة الكراهية ذات الطابع العنصري، عن الألم الذي يعتصر قلبها بفقدانه، حيث قتله جاره الفرنسي في جنوب شرق فرنسا، معبّرة عن الحزن العميق الذي يسيطر عليها منذ تلك الحادثة التي تسببت في صدمة واسعة بين التونسيين وبين الناس عمومًا.

جريمة عنصرية في مدينة بوجيه سور أرجينز

أعلنت السلطات الفرنسية أن المواطن التونسي هشام، الذي يقيم في مدينة بوجيه سور أرجينز، قُتل مساء السبت على يد جاره الفرنسي، الذي ارتكب جريمته ذات البعد العنصري في حادثة كشفت عن تفشي خطابات الكراهية في المجتمع، حيث لم تقتصر الجريمة على هشام فقط، بل أصابت مواطنا تركيا آخر بجروح، وقد صاحب المجرم فعلته بنشره مقاطع فيديو عنصرية توثق كراهيته قبل وبعد الحادث، مما يثير التحذيرات من تنامي هذه الممارسات.

معاناة الأسرة التونسية وآلامها

منذ مقتل هشام، تعيش الأسرة في أجواء من الحزن والأسى العميق، حيث تحدثت أمه المريضة منوبية عن ابنها الذي لم تره منذ 15 عامًا، ووصفت هذه السنوات بالمليئة بالانتظار والشوق، خاصة أنه كان الدعم الأساسي لها في ظل وضعها الصحي الحرج، وأضافت بغصة أنها كانت تتمنى احتضانه مجددًا، لكنها تلقت خبر مقتله وهي على اتصال معه، عندما انقطع الصوت فجأة لتدرك بعدها حجم الكارثة التي حلّت بهم.

آخر اتصال مع العائلة

روت شقيقة هشام، منى، اللحظات الأخيرة التي جمعتهم به، مشيرة إلى أن هشام اتصل بجميع أفراد العائلة في تلك الليلة وكان يبدو عليه شعور غير اعتيادي بالسعادة، وأضافت أن التصرف بدا وكأنه كان يودعهم دون أن يدركوا ذلك، ليتبدد الاتصال فجأة وتنقطع أخباره عنهم بعد ذلك مباشرة، مما جعل اللحظة مأساوية بشكل يعجز الكلمات عن وصفه.

تحركات السلطات التونسية والفرنسية

بعد الجريمة، أصدرت وزارة العدل الفرنسية بيانًا يفيد بإلقاء القبض على الجاني عقب هروبه، واعتبرها العديد من المتابعين خطوة ضرورية للبحث في ملابسات القضية، ومن ناحية أخرى، أجرى وزير الداخلية التونسي خالد النوري مكالمة هاتفية مع نظيره الفرنسي، أعرب خلالها عن استيائه من الحادث البشع الذي كشف عن هشاشة الوضع الأمني للجالية التونسية في فرنسا، وأكد على أهمية اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان أمنهم وسلامتهم بشكل استباقي.

معالجة قضايا الكراهية والعنف

الحديث عن هذه الجريمة يؤكد أهمية التصدي لخطابات الكراهية والمقاربات العنصرية التي أصبحت تهدد عددًا كبيرًا من المجتمعات، وقد شدد المسؤولون على أن مواجهة هذه القضايا تبدأ من تعزيز القوانين الداعمة للعدالة، ومحاربة التمييز بجميع أشكاله، واتخاذ خطوات جدية لحماية الجاليات المعرضة للخطر، حيث ينبغي العمل على منع تكرار مثل هذه الأعمال الشنيعة التي تسيء إلى كافة المبادئ الإنسانية.