جوجل تطلق تقنية تحويل هواتف أندرويد إلى أجهزة إنذار زلزال فورية – هل هي فعالة حقًا؟

تُعتبر تقنية رصد الزلازل عبر هواتف أندرويد من أبرز الابتكارات الحديثة التي ترصد الزلازل في الوقت الفعلي، وتعتمد على شبكة ضخمة من أجهزة الهاتف الذكي المنتشرة عالمياً لتحويلها إلى مجسات دقيقة لرصد الهزات الأرضية. بدأ هذا النظام الثوري بتحقيق تأثير واضح في نظم الإنذار المبكر، خاصة في المناطق التي تفتقر إلى بنية تحتية متطورة لرصد الزلازل وتقديم التنبيهات الأمنية.

كيف يعمل نظام رصد الزلازل عبر هواتف أندرويد بدقة عالية

يرتكز نظام رصد الزلازل عبر هواتف أندرويد على حساس التسارع “Accelerometer” المدمج في الهواتف الذكية؛ وهو الحساس ذاته المسؤول عن تدوير الشاشة تلقائياً مع تحرك الجهاز. عندما تتلقى الهواتف موجات الزلزال الأولى المعروفة بـ”P-waves” أثناء استقرارها، تُرسل على الفور إشارات مع بيانات الموقع التقريبي إلى خوادم جوجل المركزية. تقوم هذه الخوادم بتحليل البيانات من عدة هواتف في الوقت ذاته، للتحقق من وقوع الزلزال، وتحديد مركزه وشدته بدقة قبل إرسال نوعين من التنبيهات:

  • تحذير “احذر” للهزات الخفيفة التي قد تشير إلى بداية نشاط زلزالي.
  • تنبيه “تصرف” للهزات القوية، حيث يظهر التنبيه على كامل شاشة الهاتف مصحوباً بصوت إنذار مرتفع.

تتولى خوادم جوجل إرسال هذه التنبيهات بشكل يحافظ على خصوصية المستخدمين من خلال استخدام الموقع التقريبي فقط، دون الكشف عن هوية أو بيانات شخصية.

التوسع العالمي وأثر نظام زلازل هواتف أندرويد على السلامة

انطلق نظام رصد الزلازل عبر هواتف أندرويد رسمياً في عام 2021، وشهد انتشاراً سريعاً بدءاً من نيوزيلندا واليونان، ليشمل بحلول نهاية عام 2023 ما يقرب من 98 دولة حول العالم. تمكن النظام من رصد أكثر من 18 ألف هزة أرضية حتى يوليو 2025، وأرسل تنبيهات لأكثر من 790 مليون جهاز، ما أتاح لأكثر من 2.5 مليار شخص فرصة الحصول على تنبيهات مبكرة – ارتفاع هائل مقارنة بعدد مستفيدي النظام عام 2019، حينما كان يبلغ 250 مليون مستخدم فقط. وقد ساهم هذا الانتشار الكبير في تعزيز مستوى الحماية وتقليل الخسائر الناتجة عن الزلازل.

تحسين دقة تقدير قوة الزلازل والتحديات الفنية لنظام رصد الزلازل عبر هواتف أندرويد

يُشكل التحدي الأكبر لنظام رصد الزلازل عبر هواتف أندرويد هو تحقيق توازن دقيق بين سرعة الإنذار وصحة التقدير في اللحظات الأولى للهزة الأرضية. ويُوضح المهندس مارك ستوجيتيس: «تواجهنا معضلة الاختيار بين الإنذار السريع والتقدير الدقيق لقوة الزلزال، إذ إن أي تأخير في الإنذار يقلص الوقت المتاح للاستجابة، بينما يقلل التقدير الخاطئ من مصداقية النظام». تمكنت جوجل من تحسين دقة التقدير، حيث انخفض متوسط الخطأ في تقدير قوة الزلزال في أول لحظة من 0.50 إلى 0.25 خلال ثلاث سنوات، مما جعل أداء النظام يقارن شبكات الرصد التقليدية. هذا التطور عزز ثقة المستخدمين في نظام التنبيهات المبكرة.

التجارب العملية وآراء المستخدمين حول نظام رصد الزلازل عبر هواتف أندرويد

عزز نظام رصد الزلازل عبر هواتف أندرويد من مستوى أمان الملايين، حيث أجرت جوجل استطلاعاً تضمن آراء ما يزيد على 1.5 مليون مستخدم، فأظهر أن 85% منهم وجدوا التنبيهات “مفيدة جداً”، بينما أكد 79% ممن لم يشعروا بالهزة نفسها كيف أن التنبيهات كانت مهمة في الوقت المناسب. إضافة إلى ذلك، كان معظم المستخدمين الذين تلقوا تنبيهات “Take Action” قد اتخذوا ردود فعل مناسبة مثل “الانبطاح، الاختباء، التمسك”، وهو ما يدل على فاعلية النظام في توجيه التصرفات السليمة أثناء الزلازل.

المعلومة البيان
عدد الدول التي يعمل بها النظام 98 دولة حتى نهاية 2023
عدد الزلازل التي تم رصدها أكثر من 18 ألف زلزال حتى يوليو 2025
عدد الأجهزة التي استلمت التنبيهات أكثر من 790 مليون جهاز
عدد الأشخاص المستفيدين من التنبيهات أكثر من 2.5 مليار شخص
تحسين متوسط الخطأ في التقدير الأولي انخفض من 0.50 إلى 0.25 خلال ثلاث سنوات