شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات يوم الأربعاء لتفقد حوالي 1.3% من قيمتها، رغم تصاعد التوترات الجيوسياسية بين الهند وباكستان وتصعيد العمل العسكري بين الدولتين، ويأتي هذا الانخفاض مدفوعًا بتفاؤل الأسواق بشأن المحادثات التجارية الأمريكية الصينية واستقرار الدولار الأمريكي قبل قرارات الاحتياطي الفيدرالي، مما أدى إلى تقليل الطلب على الملاذات الآمنة مثل الذهب.
جولد بيليون: أسباب انخفاض أسعار الذهب عالميًا
تأثرت أسعار الذهب خلال جلسة اليوم بالتراجع في الإقبال على الأصول الآمنة، في ظل الإعلان عن اجتماع مرتقب بين الولايات المتحدة والصين لبحث النزاعات التجارية، إذ سجلت أونصة الذهب أدنى مستوى لها عند 3360 دولار بعد افتتاح التداولات عند 3416 دولار، وفقًا لتقارير جولد بيليون، وشهد الذهب خلال اليومين الماضيين ارتفاعًا وصل إلى أعلى مستوى في أسبوعين عند 3435 دولار للأونصة قبل أن يتراجع بسبب الأخبار الإيجابية المتداولة في الأسواق.
المستثمرون كانوا يبحثون عن دلائل تشير إلى تهدئة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ورغم التشكيك في نتائج المحادثات المرتقبة إلا أن التوجه نحو الأصول عالية المخاطر أثر سلبًا على أسعار الذهب، ومن المقرر أن تتجه الأنظار نحو اجتماع الاحتياطي الفيدرالي للحصول على وضوح بشأن السياسة النقدية القادمة، حيث يُتوقع تخفيض الفائدة خلال الأشهر القادمة.
التأثيرات المحلية على أسعار الذهب في مصر
شهدت السوق المصرية تراجعًا في أسعار الذهب المحلي متأثرة بالانخفاض العالمي، فقد افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعًا تداولات اليوم عند 4840 جنيه للجرام، ليرتفع قليلًا إلى 4845 جنيهًا، بعد أن سجل ارتفاعًا ملموسًا في جلسة الأمس عند 4885 جنيه، ويرتبط هذا التذبذب باعتماد السوق المحلي بشكل رئيسي على تغيّرات أسعار الذهب عالميًا.
ساهم استقرار سعر صرف الدولار مقابل الجنيه في الحفاظ على استقرار نسبي في تسعير الذهب المحلي، فيما يترقب المستثمرون محليًا نتائج اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الذي سيؤثر مباشرةً على حركة الذهب عالميًا، ويستعد السوق المصري لاستقبال نتائج المراجعة الخامسة التي يجريها صندوق النقد الدولي لبرنامج الإصلاح الاقتصادي.
توقعات أسعار الذهب القادمة
وفق تقارير الأسواق، من المتوقع أن تستمر أسعار الذهب في التذبذب خلال الفترة المقبلة، إذ يتوقع خبراء أن يشهد السوق المحلي والعالمي تراجعًا طفيفًا على المدى القريب في ظل الأمل بتحسن العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين واستقرار الأسواق المالية، إلا أن استمرار التوترات الجيوسياسية قد يدفع الذهب للارتفاع إذا حدثت تصعيدات جديدة أو أي تغييرات اقتصادية مفاجئة.
على الصعيد الفني، يتوقع أن يبقى سعر الذهب العالمي عند مستويات تصحيحية مثل 3370 دولار للأونصة مع احتمالات عودة الأسعار للارتفاع على المدى القصير، أما في مصر فقد يخترق الذهب عيار 21 مستويات جديدة مثل 4900 جنيه للجرام إذا ارتفعت الأسعار عالميًا مجددًا.
