«حب التناهي» يثير الجدل في نص خطبة الجمعة من وزارة الأوقاف

«حب التناهي» يثير الجدل في نص خطبة الجمعة من وزارة الأوقاف
«حب التناهي» يثير الجدل في نص خطبة الجمعة من وزارة الأوقاف

الوسطية في الإسلام ليست فقط فضيلة أخلاقية، بل هي أصل من أصول الحياة ومظهر من مظاهر عبادة الإنسان بالخالق، إن الاعتدال والبعد عن الغلو في السلوك والأفكار هو الذي يحقق سعادة الفرد والمجتمع وما كانت خطب وزارة الأوقاف إلا توجيهًا نبويًا عظيمًا نحو نشر قيم الاعتدال والوسطية بين الناس، كما تجسد مبدأ الموازنة بين الدنيا والآخرة.

الوسطية في خطبة الجمعة: خير الأمور الوسط

أكدت وزارة الأوقاف في خطبة الجمعة القادمة التي تحمل عنوان “خير الأمور الوسط”، أهمية التحلي بالاعتدال في جميع جوانب الحياة، من العبادة والعمل إلى العلاقات الاجتماعية والفكر، حيث أوضحت أن الغلو والإفراط في أي أمر يقود إلى التفريط وربما التهلكة، ولذا جاء الإسلام دينًا يدعو للوسطية والاعتدال، كما ورد في قوله تعالى: “وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا”. وغالبًا ما يؤدي حب التناهي والكمال إلى إجهاد النفس وضياع الحقوق، سواء كان ذلك في العبادة أو العمل أو العلاقات.

كما تناولت الخطبة الأبعاد الاجتماعية والروحانية للوسطية، مشددة على قيمة التوازن بين الجانب الروحي والجانب الحياتي، لأن ذلك يحقق رضا الله وسعادة الفرد والمجتمع. وتضمنت الخطبة قول النبي صلى الله عليه وسلم “خير الأمور أوسطها” كقاعدة كبيرة تهدف إلى الحفاظ على النظام الاجتماعي وتحقيق التوازن النفسي بين الأفراد.

القيم النبيلة والاعتناء بذوي الهمم

الخطبة الثانية خصصت لتسليط الضوء على حقوق ذوي الهمم وضرورة العناية بهم، حيث جاء الإسلام ليضمن كرامة كل فرد ويخفف عنهم الأعباء، والقرآن الكريم أكد ذلك في قوله: “ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج”. وأوضحت الخطبة أن ذوي الهمم مثال للصبر والإرادة وهم عامل مهم في بناء المجتمعات، ويجب احترام قدراتهم واستثمار طاقتهم بما يعزز التقدم والرقي.

وتطرقت الخطبة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتبر الاهتمام بذوي الهمم عملًا نبيلًا يتجلى فيه الإيمان الحقيقي، فقد قال: “وهل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم؟!”. إن تعزيز قيم الإحسان والتسامح والكرامة هو واجب ديني وإنساني يعكس جوهر دين الإسلام.

الوسطية والاعتدال طريق التوازن والسعادة

الإسلام دين الوسطية، حيث دعا إلى التوازن في كل شؤون الحياة، فلا إفراط يرهق النفس ولا تفريط يهدر الحقوق. إن الوسطية تعني تحقيق التوازن بين مطالب الروح والجسد، والعمل للدنيا والآخرة، كما تعني عدم التشدد أو التعصب، واتباع نهج النبوة الذي أقر بأن خير الأعمال أدومها وإن قل.

وقدمت الخطبة صورًا رائعة عن الوسطية، منها قوله تعالى: {والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما}. فالاعتدال منهج شامل يثمر السعادة والطمأنينة في الدنيا والآخرة، كما أن نهج الوسطية يُلزم المسلم بالتحلي بالتسامح والرحمة، لأنهما سبيل بناء مجتمعات مستقرة قوية.

العنوان المحتوى
محور الخطبة الوسطية وخير الأمور الوسط
موضوع الخطبة الثانية حقوق ذوي الهمم والعناية بهم

ختامًا، الوسطية هي الحل الأمثل لتحقيق التوفيق بين متطلبات الدنيا والآخرة، وهي طوق النجاة من الإفراط والتفريط، والفهم الحقيقي للدين يتمثل باتباع نهج النبي وسنته، حيث يتجلى التوازن والتحرر من القيود التي تزيد العناء وتضيق السعة على الناس.