«حرارة شديدة» تخفيف أحمال الكهرباء هل تخطط الحكومة لحل الأزمة الصيفية

زيادة حر الصيف.. هل تعود الحكومة لخطة تخفيف أحمال الكهرباء؟ مع ارتفاع درجات حرارة الطقس في مصر تبدأ التساؤلات الحقيقية عن مدى تأثير هذه الزيادة على شبكة الكهرباء وما إذا كانت الحكومة ستعود لتنفيذ خطة تخفيف الأحمال التي أثارت جدلًا كبيرًا الصيف الماضي، وسط تحركات واضحة لضمان توفير الكهرباء دون انقطاع.

هل خطة تخفيف أحمال الكهرباء مطلوبة هذا الصيف؟

صحيح أن فصل الصيف يشهد دائمًا ارتفاعًا كبيرًا في استهلاك الكهرباء بسبب طلب المواطنين المتزايد على التكييفات والأجهزة الكهربائية، لكن خطة تخفيف أحمال الكهرباء ليست هي الحل الوحيد أو الضروري في كل مرة، فالحكومة وضعت استراتيجيات متطورة لضبط الاستهلاك وتحسين الأداء، فالتركيز الأخير ينصب على ترشيد الاستهلاك بدلاً من اللجوء لتقليل الأحمال، إذ يؤكد المسؤولون أن قطع التيار أو تخفيف الأحمال ما تزال حلولًا احتياطية تُستخدم فقط في أسوأ السيناريوهات، خاصة مع الإجراءات التي تم اتخاذها لتقوية الشبكة خلال الفترة الماضية.

ماذا فعلت الحكومة لتجنب تخفيف الأحمال؟

بدأت الحكومة المصرية رحلة طويلة لإعادة هيكلة منظومة الطاقة تتضمن عدة محاور للتعامل مع أزمة الكهرباء، وعلى رأسها تأمين إمدادات الغاز الطبيعي الذي يُعد الوقود الرئيسي لمحطات الكهرباء، فقد تمت استقدام ثلاث سفن غاز تموين تحسنت الشبكة بشكل ملحوظ فضلًا عن الخطط لزيادة عدد السفن لتغطية الطلب المتزايد.
بالإضافة إلى ذلك، تم تدوين شروط صارمة لترشيد استهلاك الطاقة تشمل:

  • تقليل إضاءة الشوارع بنسبة 30% بعد أوقات العمل الرسمية.
  • إطفاء الإعلانات المضيئة في المناطق غير الحيوية.
  • تعديل درجة حرارة أجهزة التكييف إلى 25 درجة مئوية على الأقل داخل المنشآت الحكومية والخاصة.

هذه الخطوات تم إدارتها بعناية للحفاظ على استقرار شبكة الكهرباء وتقليل الضغط على المحطات، ما انعكس بشكل إيجابي على تقليل الحاجة إلى تخفيف الأحمال بشكل مباشر.

تحديات الغاز والطوارئ في مواجهة أزمات الكهرباء

لا يمكن فصل الحديث عن تخفيف أحمال الكهرباء دون الإشارة إلى الإمدادات الحيوية للغاز، حيث شهدت الفترة الماضية تقلبات بسبب انخفاض تدفقات الغاز من بعض المصادر الإقليمية، مما دفع الحكومة لتنفيذ خطة طوارئ وظفت مختلف وسائل التغذية لمحطات الكهرباء، مثل رفع استهلاك المازوت والسولار مؤقتًا مع إيقاف الغاز عن بعض الأنشطة الصناعية غير الحيوية لتوفير الوقود لمحطات الكهرباء.
في الجدول التالي توضيح لبعض الإجراءات المتخذة خلال فترة الطوارئ الصيفية الماضية وتأثيرها على استقرار الشبكة:

الإجراء الفترة الزمنية التأثير على الشبكة
رفع استهلاك المازوت في المحطات الصيف 2023 زيادة إمكانات التوليد وتجنب الانقطاعات
تشغيل محطات بالسولار مؤقتًا يوليو – أغسطس 2023 توفير إمدادات طاقة مستمرة
تقليص إمدادات الغاز للصناعات غير الحيوية الصيف 2023 توجيه أكبر كمية من الغاز لمحطات الكهرباء

كل هذه الإجراءات تشير إلى استعداد المصريين لمواجهة البند المقلق “تخفيف أحمال الكهرباء” بطريقة مرنة وفعالة تعتمد على الترشيد والكفاءة، وليس فقط على التحكم في الإمدادات بقوة.

وبذلك، يبدو أن تجربة الصيف الماضي حفزت الحكومة لاتخاذ خطوات أعمق في تطوير منظومة الكهرباء، وهو ما يقلل بشكل كبير من احتمالية العودة لحالات تخفيف الأحمال المجدولة، مع استمرار الدعوات المستمرة من قبل المسؤولين للمواطنين كي يظلوا واعين لضرورة ترشيد استهلاك الكهرباء، لأن التوازن بين الإنتاج والطلب يحتاج لتضافر الجميع من أجل عبور موجات الحر بثبات وثقة.