«حقائق مذهلة» الولاية عند الشيعة وكيف أثرت في التاريخ الإسلامي بشكل عميق

«حقائق مذهلة» الولاية عند الشيعة وكيف أثرت في التاريخ الإسلامي بشكل عميق
«حقائق مذهلة» الولاية عند الشيعة وكيف أثرت في التاريخ الإسلامي بشكل عميق

خم الأحاديث السياسية لا الدينية كانت محور جدل كبير بين الطوائف الإسلامية، خاصة في ما يتعلق بما يسمى بأحاديث الولاية أو حديث غدير خم الذي يعتبره البعض أساسًا لمعتقدات الإمامية والشيعة فيما يخص ولاية علي، بينما يرفضه الآخرون ويصفونه بالتزوير والتأويل الخاطئ. هذه الأحاديث أثرت كثيرًا في تاريخ الأمة الإسلامية، ودورها تجاوز الجانب الديني إلى السياسة والاجتماع، مما سبب العديد من الانقسامات والنزاعات التي لا تزال آثارها ممتدة حتى اليوم.

خم الأحاديــث السياسية بين الواقع والتزييف

حديث خم هو الحديث المركزي الذي تعتمد عليه فرق الإمامية والشيعة لتبرير ولاية علي الخاصة التي لا يقبلون أن يجوز دونها أحدًا، وهو بذلك لا يمثل مجرد ولاية عامة على المسلمين بل ولاية أهل البيت حصريًا، وأصبح الركن السادس للإسلام الشريف عند هذه الفرق، رغم أن هذا الحديث تعرض للنقد الشديد من قِبل كبار العلماء مثل ابن كثير الذي وصف جمع هذه الأحاديث بأنه بلا تمييز بين الصحيح والضعيف، واعتبرها محاولة سياسية لإضعاف وحدة الأمة الإسلامية. قضايا مثل منع علي من مناصب بسيطة مثل الحجابة رغم قربه الشديد من النبي تبرهن على أن النبي لم يوصِ به للخلافة، وهو ما يتعارض مع عمل بعض المجموعات على ترويج حديث غدير خم باعتباره أساسًا شرعيًا.

خلفيات وتأويلات حديث غدير خم في المناهج الشيعية

الصيغة المشهورة لحديث غدير خم تأتي في الرواية عن زيد بن أرقم والتي تفرد بها النسائي، حيث يقول النبي “من كنت مولاه فهذا علي مولاه”، ولكن هذه الرواية لم تحظَ بشهرة واعتراف عام عند سائر المحدثين، ولم تحتج بها شخصية علي نفسها كما ورد في السيرة، وهي مندلّة على ضعفها بنقد واضح ومفصل من علماء كبار. ورغم ذلك، فإن الطائفة الشيعية الإمامية اعتمدت هذا الحديث لتعزيز مطالبها السياسية والدينية، واعتبرت أن الولاية هي الركن السادس من أركان الإسلام، وأن رفضها كفر ومعاداة تؤدي إلى العذاب الأليم. وفي مقابل ذلك، توجد روايات كثيرة مخالفة تبرز عدم وضوح الحديث واشتباك مصادره بين الحقائق والتأويلات، كما لوحظ في تناقض الرواية في التوقيت ما بين غدير خم ويوم عرفة، إضافة إلى وجود رواة ضعفاء ومشكوك فيهم.

كيف نميز بين الحقائق والأحاديث المكذوبة في موضوع خم

النظر العميق إلى أحاديث خم يكشف أن هذه الأحاديث عبارة عن تراكمات تاريخية عاطفية وسياسية، وتغيرت صيغها وألفاظها مع مرور الزمن حسب مصالح فرق معينة، مما يجعل صحتها محط حاجة إلى تحقيق نقدي دقيق. إليك بعض الأمور التي يجب الانتباه إليها لفهم هذا الموضوع:

  • تنوع طرق الرواية وصيغ النصوص واختلافها يدل على عدم ثبات الأحاديث
  • الاعتماد على روايات من مصادر ضعيفة أو متهمة بالتحيز يجعل الحديث أقل صدقية
  • عدم وجود شهادة موثوقة من علي نفسه أو من صحابة كبار يعارض فرضية الولاية الخاصة
  • النقد الأكاديمي من علماء كبار مثل ابن كثير والذهبي يطرح تساؤلات مشروعه حول صحة الحديث
  • الاختلاف في توقيت الحديث بين روايات تدل على تضارب المصادر

في الجدول التالي يظهر ملخص لبعض الأحاديث المتعلقة بحديث خم مع مقارنة لمصداقيتها ورواة كل منها:

رواية الحديث المصدر نوع الرواية مصداقية الحديث
حديث زيد بن أرقم النسائي ومسلم متواتر محدود مقبول عند بعض المحدثين ونقد شديد عند آخرين
حديث جابر بن عبد الله الترمذي مفرد وفريد حديث حسن غريب، محل خلاف
حديث في مسند أحمد مسند الإمام أحمد متعثر بالرواة ضعيف ومشكوك به
تفسير الطبري تاريخ الطبري جمع وشروحات متعددة انتقادات ابن كثير حول التزييف

يظهر أن موضوع خم والأحاديث السياسية المرتبطة به يحمل طبقات معقدة من التحريف السياسي، والتهليل العقائدي الذي صاغه بعض الأفراد والجماعات بما يخدم توجهاتهم الخاصة على حساب النصوص والمبادئ الإسلامية الأصلية، لذلك فإن التدقيق في هذه الأحاديث وفهمها يتطلب تأنّي وبُعد نظر لفصل الحقيقة عن الأهواء الضيقة. الأمر لا يقتصر على مجرد نصوص أو روايات بل يشمل أيضاً رؤية تاريخية متخصصة في سياقات السياسة والدين التي أحاطت بهذه الفترة لتفسير ما جرى من أحداث وأقوال.