«حقائق مذهلة» خطر الإصابة بالخرف تكشفه عينك مبكرًا وكيف تواجهه بذكاء

«حقائق مذهلة» خطر الإصابة بالخرف تكشفه عينك مبكرًا وكيف تواجهه بذكاء
«حقائق مذهلة» خطر الإصابة بالخرف تكشفه عينك مبكرًا وكيف تواجهه بذكاء

الخرف بات من التحديات الصحية التي تثير قلقًا عالميًا، وأحدث الأبحاث التي أجرتها جامعة أوتاغو في نيوزيلندا كشفت أن الأوعية الدقيقة في العين قد تكون مفتاحًا مهمًا للكشف المبكر عن هذا المرض، خصوصًا في شبكية العين التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالدماغ، وهذا يجعل مراقبتها أداة واعدة للتعرف على التغيرات العصبية قبل ظهور الأعراض الواضحة.

فهم العلاقة بين الخرف وشبكية العين

الاهتمام بشبكية العين أصبح محورًا جديدًا في أبحاث الخرف، فهذه المنطقة الحساسة للضوء تقدم نافذة مباشرة على صحة الجهاز العصبي، والدراسة الجديدة استندت إلى متابعة طويلة لمجموعة كبيرة من الأفراد منذ ولادتهم وحتى سن منتصف العمر، حيث تم فحص طبقات الشبكية والأوعية الدقيقة بعناية، ووجد الباحثون أن تغيرات في قطر الشرايين والأوردة الصغيرة داخل العين كانت مرتبطة بشكل وثيق بمخاطر تطور الخرف، ما يشير إلى أن مشاكل الأوعية الدقيقة قد تعكس أيضًا اضطرابات في الدورة الدموية الدماغية التي تلعب دورًا كبيرًا في نشوء أمراض الأعصاب.

الأوعية الدقيقة ودورها في توقع الإصابة بالخرف

بالتركيز على الأوعية الدقيقة في شبكية العين، برزت هذه العناصر كمؤشر أقوى مقارنة بسماكة طبقة الألياف العصبية، حيث وجد الباحثون أن الأوعية الضيقة والشرايين التي تبدو مضغوطة، مع أوردة متسعة، كانت أكثر ارتباطًا بمخاطر التدهور المعرفي، والدراسة أبرزت أن هذه التغيرات الوعائية تشير إلى خلل في النظام الدموي الصغير قد يؤدي إلى ضعف في وصول الدم والأكسجين إلى خلايا الدماغ، ما يزيد من احتمالية الإصابة بالخرف، في حين إن سماكة الألياف العصبية كانت دلالة أقل وضوحًا بهذا الخصوص.

كيف يمكن استغلال نتائج دراسة الخرف في الممارسات الطبية؟

تشير النتائج إلى إمكانية تطوير فحوصات بصرية مبسطة تعتمد على تصوير الشبكية لتحذير الأطباء من مخاطر الخرف مبكرًا، ومع أن التقنية لا تزال في بداياتها ولا تعتبر وسيلة تشخيص رسمية، إلا أن استخدامها سيكون ثوريًا في مراقبة الأشخاص المعرضين للخطر، خصوصًا مع تطور الذكاء الاصطناعي الذي قد يساعد في تحليل صور العين بسرعة ودقة، وهذا قد يفتح الباب لعلاجات أكثر فاعلية تطبق في وقت مبكر قبل تفاقم الأعراض، ومن الخطوات المهمة التي يجب اتباعها للتمكن من الاستفادة من هذه الاكتشافات:

  • استمرار متابعة الحالات التي تظهر تغيرات في الأوعية الدقيقة.
  • تطوير تقنيات التصوير الشبكي وتحليل الصور باستخدام الذكاء الاصطناعي.
  • إدماج الفحوصات البصرية ضمن الفحوصات الروتينية للأشخاص فوق عمر محدد.
  • التعاون بين أطباء العيون وعلماء الأعصاب لتفسير النتائج بدقة.
العامل ارتباطه بالخرف الأهمية النسبية
سماكة الألياف العصبية في الشبكية موجود لكن ضعيف أقل تأكيدًا
قطر الأوعية الدقيقة (الشرايين والأوردة) مرتبط بشكل قوي مؤشر رئيسي ومستقبلي
استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل الصور قيد التطوير واعد جدًا للتطبيقات المستقبلية

التفاعل بين صحة الشبكية والخرف يفتح آفاقًا واسعة في مجال الوقاية من أمراض الشيخوخة، فالعناية بصحة الأوعية الدقيقة واستمرارية تقييم شبكية العين قد يساعدان في تنبيه الأطباء إلى بداية مشاكل معرفية قبل تطورها، وهذا يتطلب وعيًا أكبر بأهمية صحة العين وربطها بالصحة العصبية، كما أن الجمع بين الطب التقليدي وتقنيات الذكاء الاصطناعي ستعزز فرص اكتشاف الخرف في مراحله المبكرة، وهو ما يعزز فرص تحسين جودة حياة المرضى من خلال تدخل مبكر يناسب طبيعة التغيرات التي تحدث في الدماغ والعين معًا.