حكم إنشاء صور تشبه الإنسان بالذكاء الاصطناعي حسب الفتاوى السعودية… تعرف عليه الآن

إن حكم إنشاء صور تشبه الإنسان عن طريق الذكاء الاصطناعي يُعد من المسائل التي أثارت جدلاً واسعًا في الفقه المعاصر؛ حيث أفتى الشيخ الدكتور سعد الخثلان، الأستاذ في كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بأن هذه الصور تدخل ضمن نطاق الصور المحرمة شرعًا، لأنها تقوم على مضاهاة ومحاكاة خلق الله، وهو أساس النهي عن التصوير في الإسلام، سواء كانت التي يُنشئها الذكاء الاصطناعي أو الرسومات اليدوية أو التماثيل.

حكم إنشاء صور تشبه الإنسان بالذكاء الاصطناعي ومدى توافقه مع الشريعة

وضّح الشيخ سعد الخثلان أن حكم إنشاء صور تشبه الإنسان عن طريق الذكاء الاصطناعي يُعد من ضمن المحظورات الفقهية التي نصّ عليها الشرع؛ حيث أوضح أن النهي عن التصوير مرتبط بالمحاكاة والمضاهاة لخلق الله سبحانه وتعالى، وهو ما يتحقق هنا تمامًا، فلا فرق بين الصور التي تنشئ بواسطة الذكاء الاصطناعي والرسوم التي يرسمها الإنسان أو التماثيل المجسمة، فجميعها تدخل في نطاق التحريم؛ لأن الهدف منها تقليد خلق الإنسان، وهذا أمر ممنوع ولا يجوز.

استثناءات العلماء المعاصرين في حكم إنشاء صور تشبه الإنسان

تابع الخثلان حديثه موضحًا أن هناك استثناءً واضحًا لدى كثير من العلماء المعاصرين فيما يتعلق بالصورة الفوتوغرافية والتلفزيونية؛ حيث اعتبروا أن هذه الصور ليست من قبيل المحاكاة لخلق الله وإنما هي مجرد نقل لصورة الإنسان كما هي، تشبه انعكاس الإنسان في المرآة ولا تتعدى إلى المحاكاة الأصلية لخلق الله، وهذا ما يجعلها محل قبول عندهم، وفي المملكة العربية السعودية كانت تعرف قديماً باسم “عكس” تعبيرًا أدق لوصفها كصورة تعكس الواقع بشكل مباشر، بخلاف الصور التي يدخل فيها الذكاء الاصطناعي أو الرسومات التي تشبه الإنسان بشكل ابتكاري.

الفروقات بين الصور التي يحرّمها الذكاء الاصطناعي وتلك المقبولة شرعًا

يمكن تلخيص الفروقات الجوهرية بين الصور التي يحرّمها الذكاء الاصطناعي وتلك التي يراها العلماء المعاصرون جائزة في الجدول التالي:

نوع الصورة الحكم الشرعي
صور الذكاء الاصطناعي والرسوم اليدوية والتماثيل محرمة؛ لأنها مضاهاة لمحاكاة خلق الله
الصور الفوتوغرافية والتلفزيونية مسموح بها؛ لأنها نقل للواقع بدون محاكاة خالقة

ويرجع التفريق في الأصل إلى تحقق علة النهي التي هي المضاهاة لخلق الله وتعذّر وجودها في الصور الفوتوغرافية والتلفزيونية، أما الصور التي تُنشأ بالذكاء الاصطناعي فتتسم بالتشكيل والإبداع المبني على محاكاة الحياة البشرية بشكل غير طبيعي، مما يجعلها ضمن الصور المحرمة.

  • الصور المُنشأة عبر الذكاء الاصطناعي تعد صوراً محرمة شرعًا؛ لأنها تقلّد خلق الله.
  • الصور الفوتوغرافية والتلفزيونية لا تدخل في مجال المحاكاة المحرمة لأنها مجرد انعكاس للواقع.
  • الرسوم والتماثيل التي تحاكي الإنسان محرمة أيضًا وتندرج ضمن نفس الحكم.
  • المفتاح في التحريم هو تحقق علة النهي واستنساخ خلق الله بشكل مباشر.

في ضوء هذا الفهم يتضح أن حكم إنشاء صور تشبه الإنسان عن طريق الذكاء الاصطناعي لا يختلف عن حكم الرسومات والتماثيل، إذ يشترك الجميع في محاكاة خلق الله وهو الأمر الذي نهاه الشرع الشريف، بينما الصور الفوتوغرافية والتلفزيونية تمثل نقلًا مباشرًا للواقع ليست فيه تلك المحاكاة الابتكارية، وهذا التفريق لابد أن يؤخذ بعين الاعتبار عند التعامل مع التقنيات الحديثة في مجال التصوير والتصميم.