«حكم صارم».. المحكمة الأمريكية تدين المعتدي على الكاتب سلمان رشدي

في خطوة تعد انتصارًا للقانون وحماية حرية التعبير، أصدرت محكمة في نيويورك حكمًا بالسجن لمدة 25 عامًا على المعتدي هادي مطر، المتهم بطعن الكاتب سلمان رشدي خلال المشاركة في ندوة أدبية، لتبرز الحادثة كأحد أهم الاعتداءات على الشخصيات الفكرية والأدبية التي أثارت جدلًا واسعًا حول العالم، وشكلت صدمة عميقة في المجتمعين الثقافي والسياسي.

المحكمة الأمريكية تحاكم المعتدي بالسجن 25 عامًا

صدر الحكم بالسجن لمدة 25 عامًا على هادي مطر المتهم بالاعتداء على الكاتب العالمي سلمان رشدي في حادثة طعن وحشية استخدم فيها المتهم سكينًا معتديًا على رشدي أمام جمهور يناهز الألف شخص خلال ندوة في مدينة شتوتسبريغ شمال نيويورك. وقد أدين الجاني بتهم الشروع في القتل بالإضافة إلى حيازة السلاح واستخدام العنف، حيث تم اعتقاله في مسرح الجريمة.

الحادثة التي وقعت في أغسطس 2022 جاءت خلال لقاء أدبي كان يهدف للترويج لحرية التعبير وحماية الكتّاب. الحضور الذين أصيبوا بالذعر عقب الهجوم بذلوا جهودًا للسيطرة على المعتدي ومنعه من إكمال هجومه، مما أدى إلى سرعة تدخل السلطات واحتواء الموقف. ولكن الأثر الصحي والإنساني على رشدي كان بالغًا وصعب العلاج على المدى القريب.

الإصابات البالغة التي خلفها الاعتداء على سلمان رشدي

تعرض الكاتب سلمان رشدي لإصابات خطيرة شملت الطعن في الرقبة والأمعاء بالإضافة إلى أعصاب الذراع، مما تسبب في شلل جزئي وفقدان البصر في عينه اليمنى. الحادث أثار تساؤلات حول سلامة الكتّاب خلال مشاركتهم في الفعاليات العامة، إذ أن حوادث بهذه الشدة تشير إلى تصاعد المخاطر التي تواجه الأفراد المدافعين عن حرية الفكر والإبداع.

الجلسات العلاجية المكثفة التي خضع لها رشدي لم تتمكن من استرجاع قدراته بشكل كامل، حيث تضمن العلاج التعامل مع الأضرار الفيزيائية والمضاعفات النفسية التي خلفها الحادث، مؤكدة الحاجة إلى إجراءات أكثر شمولية لحماية الشخصيات العامة خلال مشاركتها في الفعاليات الكبرى.

الرواية المثيرة للجدل وتأثيرها على حياة رشدي

من المعروف أن رواية “آيات شيطانية” التي أصدرها سلمان رشدي عام 1988 أثارت ضجة كبيرة في الأوساط الإسلامية والسياسية نظرًا لانتقاد البعض لما تضمنته من رسائل ومواضيع. النتيجة كانت تهديدات متتالية لحياة الكاتب طوال عقود من الزمن، ما أدى إلى فرض حماية أمنية مشددة عليه. الحكم الأخير بالسجن على هادي مطر تمثل انتصارًا مهمًا للرواية القانونية الدولية ضد العنف. ومع ذلك، يظل النقاش دائرًا حول حرية التعبير وحدودها.

رغم الجدل المحيط برشدي، فإن هذه الحادثة تعيد تسليط الضوء على أهمية حماية الكتّاب من التهديدات وتعزيز القوانين التي تضمن لهم ممارسة الحرية الفكرية دون خوف. كما يشكل الحكم القضائي القاسي على الجاني رسالة رمزية ضد ارتكاب العنف بحق الشخصيات الفكرية، مؤكدًا على الدور الأساسي للقانون في التصدي لمثل هذه الجرائم.