خبير اجتماعي يكشف: لماذا الطبقة الوسطى تختفي وتفقد فرص الثروة؟

الطبقة الوسطى في المجتمع تبدو شفافة وغير واضحة المعالم، إذ يُلاحظ أن أغلب أفرادها يسعون للظهور بمظهر أغنى مما هم عليه بالفعل، وهذا يخلق حالة من التناقض في وضعهم الاجتماعي والمادي. الطبقة الوسطى، التي يُفترض أن تكون مستقرة وذات قيمة متزنة، باتت تسعى لتقليد الطبقة الغنية في الإنفاق والتصرفات، مما يصعب عليها الوصول إلى الثراء الحقيقي.

الطبقة الوسطى بين التناقض والشفافية في المجتمع

بحسب المختصة الاجتماعية ريما خالد، الطبقة الوسطى أصبحت طبقة “شفافة وغير موجودة” بمعنى أن حدودها غامضة وغير واضحة، فهناك فقط طبقتان رئيسيتان وهما الطبقة الغنية والطبقة الفقيرة. تعاني الطبقة الوسطى من عدم رضا ذاتي؛ فمثلاً، قد تجد شخصًا يتقاضى راتبًا متوسطًا يبلغ 8 آلاف ريال لكنه ينفق جزءًا كبيرًا من راتبه على شراء حقيبة باهظة الثمن بقيمة 5 آلاف ريال، كما يميل للحديث المستمر عن سفره وتنقلاته في محاولة لإثبات موقعه الاجتماعي، رغم أن سلوكه وتصرفاته لا تنتمي فعليًا إلى طبقة الأثرياء.

الطبقة الغنية وأولويات الإنفاق المختلفة مقارنة بالوسطى

الطبقة الغنية تتميز بوعي مالي وثقافة مختلفة تجاه الإنفاق؛ فهي لا تتجه إلى شراء الكماليات بشكل مبالغ فيه أو التظاهر بالسفر والتنقل، لأنها تملك قناعة مالية وأولويات واضحة تضمن استدامة ثروتها. الهوة بين الطبقة الوسطى والطبقة الغنية ليست فقط في حجم الدخل، بل في طريقة التفكير وإدارة المال، فالطبقة الوسطى غالبًا ما تجد صعوبة في الاحتفاظ بفترة طويلة بالغنى، لأنها تنخرط في منافسات اجتماعية تستهلك مواردها المالية وتقلل من فرص تكوين ثروة حقيقية.

سبب ندرة تحول الطبقة الوسطى للطبقة الغنية وتأثير المستوى المادي

نادرًا ما يحدث أن ينتقل أفراد الطبقة الوسطى بوضوح إلى الطبقة الغنية؛ إذ تشير الدراسات والملاحظات إلى أن من يملك مستوى مادي أقل قليلاً من المتوسط هم من يحققون ثراء ملموسًا في كثير من الأحيان. يعود السبب إلى أن الطبقة الوسطى تقع في حلبة المحاكاة الاجتماعية التي تضغطها على الإنفاق الزائد، بينما من لديهم موارد أقل يحكمون على إنفاقهم بحكمة أكثر بسبب الظروف، مما يمنحهم فرصًا أكبر للادخار والاستثمار وتكوين ثروات جديدة.

الطبقة الاجتماعية الخصائص المالية سلوك الإنفاق فرص الثراء
الطبقة الغنية دخل مرتفع، ثروة مستدامة إنفاق محسوب، قناعات مالية قوية عالية جداً
الطبقة الوسطى دخل متوسط إنفاق مفرط لتقليد الأغنياء، تنافس اجتماعي منخفضة
الطبقة الأدنى من المتوسط دخل منخفض إلى متوسط إنفاق محسوب، حذر متوسطة إلى عالية

الطبقة الوسطى تحتاج لإعادة تقييم أولويتها المالية وثقافتها في الإنفاق لتتمكن من بناء مستقبل مالي أفضل، بعيدًا عن الاستسلام لضغوط المجتمع التي تُجبرها على إنفاق يفوق إمكانياتها، ويجعلها تبقى عالقة في حالة من الشفافية والضياع بين الطبقتين الأعلى والأدنى.