خبير تدريب يؤكد: الذكاء الاصطناعي لا يهدد دور الإرشاد المهني.. فما تأثيره؟

الذكاء الاصطناعي لن يكون بديلًا للإرشاد المهني، يؤكد خبير التدريب والتطوير المهني مبارك الظفيري على أن الذكاء الصناعي أصبح جزءًا مهمًا في العديد من نواحي الحياة، لكنه يظل مكملاً فقط لدعم الاستشارات المهنية ولا يغني عن دور المرشد المهني الحقيقي بشكل كامل، لما يفتقر إليه من قراءة طبيعة الأشخاص ولغة الجسد التي تلعب دورًا محوريًا في فهم الأفراد.

لماذا الذكاء الاصطناعي لن يكون بديلًا للإرشاد المهني؟

يركز مبارك الظفيري على أن الذكاء الاصطناعي، رغم دخوله الواسع في مختلف المجالات، لا يستطيع أن يحل محل الإرشاد المهني التقليدي بسبب كون الأخير يعتمد على التواصل الإنساني العميق والنبض الحقيقي للمتدرب أو المستشير، وهو عنصر لا يمكن تعويضه بتقنيات الذكاء الصناعي وحدها، فالقدرة على استيعاب اللغة غير اللفظية مثل نبرة الصوت ولغة الجسد ضرورية لفهم متطلبات واحتياجات الأشخاص في مجال الإرشاد المهني؛ وهذا ما يجعل من دور الذكاء الصناعي إضافة مكملة وليست بديلاً كاملاً.

فروقات فعالية التدريب والتوجيه بين الذكاء الاصطناعي والإرشاد المهني المباشر

يشدد الظفيري على أن التدريب الذي يتم بشكل مباشر يفوق التدريب عبر الإنترنت في تحقيق نتائج فاعلة، ذلك لأن الجلسات وجهًا لوجه تسمح لمقدم الاستشارة بأن يتفاعل مع المتدرب بصورة حيوية ومتسلسلة، مما يعزز من فعالية استفادة المتدرب ويزيد من دقة التوجيه، كما تتيح هذه اللقاءات للمرشد أن يلاحظ تفاصيل مهمة مثل تعابير الوجه وحركات الجسم التي تكشف عن مستوى استيعاب المتدرب أو عقبات يواجهها، وكثيرًا ما تؤثر هذه الفروق في جودة إتمام العملية الاستشارية.

دور الذكاء الاصطناعي كمكمل للإرشاد المهني ودعم الاستشارات

بالرغم من أن الذكاء الصناعي لا يمكن أن يكون بديلاً كاملاً، إلا أن مبارك الظفيري يشير إلى مساهمته الإيجابية كأداة داعمة ضمن منظومة التدريب والإرشاد المهني، فهو يعمل على توفير معلومات واستشارات أولية بسرعة وكفاءة، كما يستطيع الذكاء الاصطناعي تحليل بيانات كبيرة واستخلاص مؤشرات تساعد المرشدين في تحسين جودة خدماتهم، ومن أهم فوائد الذكاء الصناعي في الإرشاد المهني:

• تقديم استشارات مبدئية تستند إلى بيانات حديثة ودقيقة
• متابعة تقدم المتدربين وإعداد تقارير تحليلية
• تسهيل عمليات الجدولة وإدارة الوقت لجلسات التدريب
• توفير مواد وأدوات تعليمية مبتكرة ترتكز على تقنيات متقدمة

وهكذا، يظهر الذكاء الصناعي كوسيلة مساعدة تسهم في إثراء تجربة الإرشاد المهني دون أن تحل محل العنصر البشري في هذه العملية التي تتطلب حساسية ومرونة في التعامل مع الأفراد.