خدمات إنفيديا الجديدة تؤثر على مستقبل التقنية وفق تصريحات الرئيس اليوم

التركيز العلمي على العلوم الفيزيائية في الذكاء الاصطناعي يمثل خطوة مستقبلية ضرورية لفهم تفاعل التكنولوجيا مع العالم الحقيقي؛ إذ كشف جينسن هوانغ، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، خلال زيارته إلى بكين أن توجهه العلمي لو عاد إلى الشباب في عام 2025 سيكون نحو العلوم الفيزيائية بدلاً من البرمجيات، مستندًا في ذلك إلى رؤاه المتقدمة حول تطور الذكاء الاصطناعي ومستقبله.

أهمية التركيز على العلوم الفيزيائية في مستقبل الذكاء الاصطناعي

يشير جينسن هوانغ إلى أن العلوم الفيزيائية التي تشمل الفيزياء والكيمياء وعلم الفلك وعلوم الأرض تدرس الظواهر الطبيعية غير الحية، وتمثل الأساس الذي يحتاجه الذكاء الاصطناعي لفهم العالم المادي بعمق أكبر؛ وهذا يجعل التركيز على العلوم الفيزيائية في الذكاء الاصطناعي محورًا حيويًا لتطوير تقنيات ذكية قادرة على محاكاة الواقع بفعالية أكثر. ويبرز هوانغ أن موجة الذكاء الاصطناعي الحالية بدأت بالإدراك الحسي وأدت إلى تقنيات مثل “أليكس نت”، التي أحدثت طفرة في مجال الرؤية الحاسوبية قبل حوالي 12 عامًا. بعد ذلك، تطور الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يتيح للنماذج ترجمة المعلومات إلى لغات وصور وأكواد، ما فتح آفاقًا جديدة للإبداع الآلي؛ إلا أن المرحلة المقبلة ستتطلب فهمًا أعمق لقوانين الفيزياء، مثل الاحتكاك والقصور الذاتي والسببية، ليتمكن الذكاء الاصطناعي من التفاعل بشكل أكثر معقدًا وفعالية مع البيئة المحيطة به.

الذكاء الاصطناعي الفيزيائي وتطوره إلى الروبوتات الرقمية في الصناعة

يؤكد هوانغ أن “الذكاء الاصطناعي الفيزيائي” يمثل الموجة القادمة التي تعتمد بشكل رئيس على العلوم الفيزيائية لخلق تقنيات متقدمة تتعامل مع العالم المادي كما يفعل الإنسان عبر إدراك القوانين الفيزيائية التي تحكم الأشياء والحركات. هذا الذكاء الجديد سيُمكّن من تطوير روبوتات رقمية ذكية تلعب دور العمالة الرقمية في المستقبل، وذلك ضمن مصانع تعتمد على تقنيات متقدمة ومستدامة تتعامل مع نقص العمالة المزمن عالميًا. وأضاف هوانغ أن هذه الروبوتات ستصبح الركيزة الأساسية في عمليات الإنتاج المستقبلية، مستفيدة من قدرتها على تنفيذ مهام معقدة عبر فهم واسع ومتخصص للظواهر الفيزيائية في بيئة العمل، مما يعزز كفاءة التصنيع ويخفض التكاليف والمخاطر المرتبطة بالنقص البشري.

إنفيديا ودورها القيادي في دمج العلوم الفيزيائية مع الذكاء الاصطناعي

إن شركة إنفيديا، التي أسسها جينسن هوانغ عام 1993، تُعد اليوم من أكبر الشركات العالمية في تصنيع رقائق الحاسوب، حيث وصلت قيمتها السوقية مؤخرًا إلى 4 تريليون دولار، في ظل صعود قوي للتقنيات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي؛ وهذا يعكس القوة المتزايدة لهذا القطاع والتكنولوجيا الداعمة له. ومن منظور هوانغ، فإن دمج العلوم الفيزيائية مع الذكاء الاصطناعي ضروري لاستمرار التطور التكنولوجي وتصميم حلول ذكية أكثر تطورًا وتكاملًا. ودعا هوانغ الشباب للاستثمار في هذا المجال العلمي والتقني مستفيدين من هذا التوجه الجديد الذي سيشكل محور الابتكار والبحث العلمي، وسيكون السبيل الأساسي لمواجهة تحديات العصر، لا سيما في مجال الطباعة الرقمية وتطوير الروبوتات الذكية.

• فهم أعمق لقوانين الفيزياء يعزز ذكاء الروبوتات وقدرتها على التفاعل
• الذكاء الاصطناعي الفيزيائي يمكّن من تطوير تقنيات تصنيع أكثر كفاءة
• التوجه العلمي نحو العلوم الفيزيائية ضروري لمواكبة تطورات الذكاء الاصطناعي
• فيزياء الذكاء تفتح آفاقًا جديدة للإبداع والتفاعل مع البيئة المادية