خسائر أسبوعية في أسعار النفط رغم التفاؤل باتفاقيات التجارة.. فما السبب؟

أسعار النفط تسجل خسائر أسبوعية رغم التفاؤل باتفاقيات التجارة الأمريكية

شهدت أسعار النفط تراجعًا ملحوظًا عند إغلاق جلسة الجمعة، مسجلة خسائر أسبوعية رغم التفاؤل باتفاقيات التجارة الأمريكية التي قد تدعم النمو الاقتصادي والطلب على النفط في المستقبل؛ جاء ذلك وسط انطلاق موجة من الأخبار الاقتصادية السلبية بين الولايات المتحدة والصين بالإضافة إلى إشارات واضحة على زيادة المعروض النفطي العالمي.

تحديث أسعار النفط اليوم وأثرها على السوق العالمي

سجلت العقود الآجلة لخام برنت انخفاضًا بنحو 75 سنتًا، ما يعادل 1.08%، لتصل إلى 68.43 دولارًا للبرميل، بينما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 87 سنتًا بنسبة 1.32% ليغلق عند 65.16 دولارًا للبرميل؛ هذا الانخفاض السعري يجعل خام برنت يخسر حوالي 1% من قيمته خلال الأسبوع، في حين بلغت خسائر خام غرب تكساس الوسيط نحو 3%، مما يعكس ضعفًا في الطلب أو زيادة في المعروض خلال هذه الفترة. يعد هذا السياق مؤشرًا حيويًا على تحرك أسعار النفط وسط ظروف اقتصادية غير مستقرة، رغم التفاؤل باتفاقيات التجارة الأمريكية التي لا تزال في مراحل تفاوض.

مخاوف اقتصادية تخيم على أسعار النفط وسط تحركات سياسية ومالية

أشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى وجود فرصة بنسبة 50% أو أقل للتوصل إلى اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي، مؤكداً أن بروكسل تبدي رغبة قوية في عقد الصفقة، لكنه لم يؤكد قرب إبرامها؛ هذه التصريحات أثرت بشكل واضح على توقعات السوق. من جهة أخرى، أعرب ترامب عن انطباعه بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يخفّض أسعار الفائدة، بناءً على اجتماع إيجابي مع جيروم باول، مما قد يشكل محفزًا للنمو الاقتصادي ويعزز الطلب العالمي على النفط خلال المدى المتوسط، مع العلم أن هذه الإجراءات تبقى ضمن عوامل عدم اليقين التي تؤثر على تسعير النفط.

مؤشرات تباطؤ النمو الاقتصادي وارتفاع المعروض النفطي

على صعيد التقارير الاقتصادية، كشفت بيانات أمريكية عن انخفاض غير متوقع في الطلبيات الجديدة على سلع التصنيع خلال يونيو الماضي، بالرغم من زيادة طفيفة في الشحنات، ما يعكس تباطؤًا في إنفاق الشركات على المعدات خلال الربع الثاني، وهو ما يمثل تحديًا لنمو الطلب على النفط. وفي الصين، بلغت الإيرادات المالية انخفاضًا بنسبة 0.3% في النصف الأول من 2025 مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، في استمرار للتراجع الذي بدأ في بداية العام، معززًا الضغوط على ثاني أكبر اقتصاد عالمي.

في الوقت نفسه، أدت المؤشرات المتعلقة بزيادة المعروض إلى تعزيز عوامل الهبوط في أسعار النفط، خاصة بعد أن كشفت مصادر موثوقة عن نية الولايات المتحدة السماح لبعض شركاء المؤسسة الوطنية للنفط في فنزويلا بالعمل ضمن قيود معينة بالرغم من العقوبات القائمة. وحسب تحليلات شركة ING، قد يرفع هذا القرار صادرات النفط الفنزويلية بمعدل 200 ألف برميل يوميًا، الأمر الذي سيزيد من الضغط على أسعار النفط بشكل ملحوظ.

خام النفط السعر الحالي (دولار للبرميل) التغير اليومي الخسائر الأسبوعية
برنت 68.43 -75 سنتًا (1.08%) 1%
غرب تكساس الوسيط 65.16 -87 سنتًا (1.32%) 3%
  • تفادي اليقين الكامل حول اتفاقيات التجارة مع الاتحاد الأوروبي
  • ترقب خفض الفائدة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي لتحفيز الاقتصاد
  • تباطؤ إنفاق الشركات الأمريكي على سلع التصنيع في الربع الثاني
  • تراجع الإيرادات المالية الصينية خلال النصف الأول من 2025
  • موافقة ضمنية على رفع صادرات النفط الفنزويلية رغم العقوبات

تُظهر هذه المعطيات أن أسعار النفط تتقلب تحت وطأة عوامل اقتصادية متعددة ومعقدة؛ فالتفاؤل بحصول اتفاقيات التجارة الأمريكية يُعد نقطة إيجابية قد ترفع الطلب على الخام في المستقبل، لكنها لم تخلق بعد تأثيرًا كافيًا لتجاوز المخاوف المتعلقة بالنمو الاقتصادي وارتفاع المعروض. في ضوء هذه التحديات، ستبقى أسعار النفط عرضة للتقلب المستمر حتى تتضح معالم الاتفاقات التجارية وتحسن مؤشرات الاقتصاد العالمي.