«خسائر كبيرة» الذهب يتراجع 10% من سعره في هبوط مفاجئ بالسوق

شهدت أسعار الذهب تراجعًا حادًا في تداولات اليوم مع انخفاضها بنسبة بلغت نحو 10% لتصل إلى 3212 دولارًا للأونصة، وذلك وسط انتعاش آمال التوصل إلى حل سلمي للأزمة الأوكرانية الروسية وتراجع الإقبال على الأصول الآمنة. وقد ساهمت هذه العوامل في الانخفاض المفاجئ، مما يعكس تحول الأنظار نحو حلول دبلوماسية وتأثيرها المباشر على الأسواق المالية العالمية.

تراجع سعر الذهب وتأثير وقف إطلاق النار

انخفضت أسعار الذهب بشكل ملحوظ مع تنامي التفاؤل بإمكانية إحراز تقدم في المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، حيث أوضح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حدوث اتصال مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن بدء مفاوضات “فورية” لوقف إطلاق النار، مما أدى إلى انخفاض التوترات الجيوسياسية وتحول المتداولين للاستثمار في أصول أكثر خطورة. هذا الأمر خفض الطلب على الذهب كملاذ آمن، وهو ما ساهم في انخفاض الأسعار. بالإضافة إلى ذلك، فإن استبعاد التدخل الأمريكي المباشر في هذه المحادثات أدى أيضًا إلى تهدئة الأسواق نسبيًا، مما عزز تراجع أسعار الأصول الآمنة.

تصنيف ائتماني جديد وأثره على أسواق الذهب

لم يكن تأثير الذهب مقتصرًا فقط على التوترات الجيوسياسية، بل جاء أيضًا مدفوعًا بخفض شركة موديز التصنيف الائتماني للولايات المتحدة من الدرجة الأعلى “Aaa” إلى “Aa1″، مشيرة إلى ارتفاع مستويات الديون بشكل مفرط، إلى جانب فوائد لا يمكن تجاهلها مقارنة بالدول المماثلة. رغم هذا الانخفاض في التصنيف، إلا أن الذهب شهد ارتفاعًا مؤقتًا بنسبة 0.6% خلال يوم الإثنين، إلا أن هذا الارتفاع لم يدم طويلًا بسبب العوامل الأخرى من سوق الاقتصاد وسياسات الاحتياطي الفيدرالي المترقبة، ما جعله يتراجع لاحقًا.

ترقب خطابات الاحتياطي الفيدرالي ومستقبل الذهب

تتجه أنظار المستثمرين الآن إلى ما سيعلنه المسؤولون في الاحتياطي الفيدرالي من توقعات للسياسات النقدية المستقبلية وحالة الاقتصاد، حيث تتأثر أسعار الذهب بشكل مباشر بقرارات الفائدة والسياسات النقدية التي تتبعها البنوك المركزية الكبرى. في حال واصل الاحتياطي الفيدرالي رفع معدلات الفائدة، فإن ذلك قد يضغط سلباً على أسعار الذهب، حيث تصبح الأصول ذات العوائد الثابتة أكثر جاذبية. على العكس، إذا صدرت إشارات تدل على احتمالية التخفيض أو التثبيت، فقد يشهد الذهب ارتفاعًا جديدًا.

يعتبر الذهب من أكثر الأدوات الاستثمارية حساسية للتغيرات الاقتصادية والجيوسياسية، حيث يتأثر بالعوامل الدولية مثل الأزمات السياسية والاقتصادية، إلى جانب قرارات البنوك المركزية وأسعار الفائدة. تواصل السوق ترقب المزيد من المستجدات حول روسيا وأوكرانيا، فضلاً عن سياسات الاحتياطي الفيدرالي، والتي قد تكون العامل الرئيسي في تحديد مسار أسعار الذهب في المستقبل القريب، سواء باستمرار التراجع أو العودة إلى الارتفاع.