«خسائر مأساوية» السودان مقتل وإصابة 122 شخص جوعاً وبنيران الدعم السريع في الفاشر

شهدت مدينة الفاشر في إقليم دارفور السوداني مقتل وإصابة 122 شخصًا جوعاً وبنيران قوات الدعم السريع، في هجوم عنيف على مخيم النازحين أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، مما يعكس تفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة وانعكاساتها الوخيمة على المدنيين.

تفاصيل الهجوم على مخيم النازحين في دارفور ودور قوات الدعم السريع

توغلت قوات الدعم السريع داخل مخيم “أبو شوك” للنازحين على مشارف الفاشر، ما سبب إطلاق نار عشوائي وتصفية مباشرة بين السكان المدنيين، حيث سقط نحو 40 قتيلًا وعشرات الجرحى، بينهم أطفال ونساء، في ظل استهداف واضح للمدنيين. يأتي هذا الهجوم في سياق تصاعد العنف المستمر بإقليم دارفور، الذي يعاني من صراعات مسلحة دامية لأكثر من عشرين عامًا بين القوات الحكومية ومجموعات مسلحة متعددة، أبرزها الدعم السريع، التي تسيطر على أغلب مناطق الإقليم مع بقاء الفاشر تحت سيطرة الجيش السوداني.

تفاقم أزمة الجوع في الفاشر ونقص الإمدادات بسبب حصار الدعم السريع

برزت أزمة الجوع في الفاشر بشكل مأساوي، حيث سجلت وزارة الصحة السودانية 63 حالة وفاة خلال أسبوع واحد فقط بسبب سوء التغذية، وأغلب الضحايا من النساء والأطفال الذين لم يتمكن كثير منهم من الوصول إلى المستشفيات، فيما توفي عدد آخر داخل منازلهم تحت وطأة العنف والحصار. يفرض حصار قوات الدعم السريع المشدد على المدينة منذ مايو 2024 نقصًا حادًا في الإمدادات الغذائية والطبية، مما أجبر المطابخ العامة على الإغلاق، ودفع العائلات إلى البحث عن طرق متطرفة للبقاء على قيد الحياة، مثل تناول بقايا الطعام أو علف الحيوانات.

أثر النزاعات المسلحة في دارفور على النازحين وتداعياتها الإنسانية

يعود تصاعد العنف في دارفور إلى النزاعات المسلحة المستمرة منذ أكثر من عقدين، وتشكل قوات الدعم السريع جزءًا كبيرًا من هذه المواجهات، إذ سيطرت في أبريل الماضي على مخيم زمزم للنازحين القريب من أبو شوك، مما أجبر نحو 400 ألف شخص على الفرار من منازلهم، وفقدان مأوى آمن بعد إفراغ أحد أكبر مخيمات النازحين في البلاد. تضاف هذه الأحداث إلى الحرب الأهلية التي اندلعت في السودان منذ أبريل 2023، والتي تسببت بمقتل عشرات آلاف الأشخاص ونزوح أكثر من 13 مليونًا لاجئًا داخل البلاد وخارجها، وفقًا للأمم المتحدة التي تصف هذه الأزمة بأنها أكبر موجة نزوح في العالم.