«خطة مثيرة».. ترامب يبدأ توزيع المساعدات في غزة وسط جدل واسع

«خطة مثيرة».. ترامب يبدأ توزيع المساعدات في غزة وسط جدل واسع
«خطة مثيرة».. ترامب يبدأ توزيع المساعدات في غزة وسط جدل واسع

أثار إعلان إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن إنشاء مؤسسة أمريكية مستقلة لتوزيع المساعدات الإنسانية في غزة جدلاً واسعاً بين مختلف الأطراف، حيث تهدف الخطة إلى إيصال المساعدات لحوالي 1.2 مليون فلسطيني من خلال مراكز توزيع تخضع لحماية شركات أمنية خاصة وتأمين الجيش الإسرائيلي لمحيط هذه المراكز، وسط توقعات بتداعيات سياسية وإنسانية متعددة.

تأثير خطة المساعدات الأمريكية على الأزمة في غزة

تهدف الخطة المعلنة من إدارة ترامب إلى مواجهة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة بطريقة تضمن عدم وصول المساعدات إلى الجماعات المسلحة أو استخدامها في أغراض عسكرية، حسب التصريحات الأمريكية، إلا أن هذه الخطوة أثارت تحفظات وانتقادات من منظمات الإغاثة الدولية التي ترى أنها قد تساهم في تسييس المساعدات؛ وقد أشارت تقارير إلى إمكانية تأثير هذه الخطة على المبادئ الإنسانية الأساسية مثل النزاهة والحيادية. في ذات السياق، حذرت منظمات حقوق الإنسان من أن الخطط المنفذة قد تعمق معاناة سكان القطاع بدلاً من تخفيفها، خاصة مع تدهور الأوضاع المعيشية بشكل كبير.

انتقادات داخل إسرائيل تجاه الخطة الأمريكية

رغم التعاون الوثيق بين الولايات المتحدة وإسرائيل، إلا أن خطة تقديم المساعدات لقطاع غزة واجهت انتقادات داخل إسرائيل، حيث اعتبر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو داعماً رئيسياً لها دون اعتبار الآثار الاستراتيجية المحتملة. وقد انتقدت أصوات إسرائيلية هذا الدعم غير المشروط للخطة واعتبرته تهديداً لاستقلالية القرار الإسرائيلي. على الجانب الآخر، طالبت صحف إسرائيلية مثل “هآرتس” بإعادة التفكير في تبني السياسات الأمريكية المفروضة على المنطقة، وأكدت أن هذا النهج قد يؤدي إلى تعقيدات سياسية وأمنية طويلة الأمد للجانب الإسرائيلي.

تحذيرات من مجاعة واسعة النطاق في غزة

في ظل تدهور الظروف الاقتصادية والصحية في غزة، حذرت منظمات دولية من احتمالية وقوع مجاعة وشيكة، حيث أظهرت الإحصاءات أن نحو 2.1 مليون فلسطيني يعانون من نقص حاد في الغذاء. وأعرب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن قلقه الشديد من استمرار الأزمة، مؤكداً أن كبار السن والأطفال هم الأكثر تأثراً بتفاقم الوضع. وقد دعت الأمم المتحدة المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ السكان المهددين بانعدام الأمن الغذائي، حيث أن قرابة 22% من سكان غزة معرضون لتدهور حالتهم الغذائية بشكل كارثي إن لم تتخذ خطوات فعلية وسريعة.

من ناحية أخرى، انتقدت حركة حماس خطة المساعدات الأمريكية ووصفتها بأنها وسيلة “لعسكرة” المساعدات وإبقائها تحت القيود الإسرائيلية، وطالبت بضمانات واضحة للحفاظ على حقوق المدنيين وتحييد المساعدات عن أي أهداف سياسية. في الوقت الراهن، يستمر الوضع الإنساني في غزة في التدهور، مما يزيد الحاجة إلى جهود دولية جماعية تعمل على الحد من الأزمة وتجنب الكارثة.