«خطر داهم» الجوع في شمال نيجيريا مهدد بحياة ملايين بسبب تقليل المساعدات الأمريكية

تشهد شمال شرق نيجيريا أزمة حادة في الأمن الغذائي، إذ يواجه أكثر من مليون شخص خطر الموت جوعاً نتيجة لتجدد الهجمات الإرهابية، وخفض المساعدات الخارجية، وارتفاع تكاليف المعيشة التي أثرت سلباً على الإمدادات الغذائية. دامبوا، التي كانت مركزًا زراعيًا نشطًا، تبرز اليوم كنقطة مواجهة رئيسية في هذه المعركة المريرة من أجل البقاء.

تداعيات الهجمات الإرهابية على الأمن الغذائي في شمال شرق نيجيريا

على مدى 16 عامًا، يشهد شمال شرق نيجيريا تمردًا مستمرًا، وجاء عام 2015 ذروة العنف، قبل أن يواجه الساكنون تصاعدًا مقلقًا في الهجمات الإرهابية هذه السنة بسبب عوامل متعددة منها ضعف قوات الأمن وقوة الجماعات الجهادية. تقع دامبوا على أطراف غابة سامبيسا، التي تحولت من محمية طبيعية إلى قاعدة للجماعات الإرهابية، مما أدى إلى هجران ملايين الأفدنة الزراعية، وترك الأراضي مهجورة بسبب الخوف من الاقتحامات والهجمات، وهذا بدوره أثر بشكل كبير على الإنتاج الزراعي المحلي، مما أدى إلى نقص حاد في الطعام.

تأثير تخفيض المساعدات الخارجية على خطر الجوع الشديد

مع انخفاض كبير في المساعدات الغربية، وبالأخص قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الخاص بتفكيك الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، تواجه برامج الإغاثة الإنسانية فوضى وانهيارًا في الإمدادات الغذائية، ما دفع برنامج الأغذية العالمي في نيجيريا إلى التصريح بنفاد المخزون المتوقع مع نهاية يوليو. تشير تقديرات البرنامج إلى أن خمسة ملايين شخص يعانون من الجوع الشديد في الولايات الأكثر تضررًا: بورنو، أداماوا، ويوبي، حيث لم يتمكن البرنامج من إطعام أكثر من 1.3 مليون شخص فقط رغم الحاجة المتزايدة، وتقبع مخازن الغذاء فارغة، ما يزيد من خطر وفاة المزيد من السكان جوعًا.

أزمة تغذية الأطفال وإغلاق مراكز الإغاثة في ظل نقص التمويل

تعاني دامبوا وغيرها من المناطق في شمال شرق نيجيريا من أحقاد سوء تغذية حادة بين الأطفال دون سن الخامسة، الأمر الذي ألقت إليه منظمة فيلق الطب الدولي الضوء كأزمة تهدد حياة أكثر الفئات ضعفًا؛ كما يتوقع إغلاق نحو 150 مركز تغذية من أصل 500 تديرها برنامج الأغذية العالمي بنهاية يوليو بسبب نقص الأموال، مما يعرض حوالي 300 ألف طفل للخطر المباشر. الأمن المشدد عند مراكز توزيع الغذاء وتفتيش الداخلين يوضح مدى هشاشة الوضع، حيث تُعلّق لافتات الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية على البوابات التي تستعد لنفاد مخزونها قريبًا.

الولاية عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع الشديد عدد مراكز التغذية المراكز المهددة بالإغلاق
بورنو 2 مليون 200 60
أداماوا 1.5 مليون 150 45
يوبي 1.5 مليون 150 45

تتزامن هذه الأزمة مع موسم العجاف من يونيو إلى سبتمبر، حيث تكون احتياطيات الغذاء محدودة، ما يزيد من معاناة السكان بسبب التضخم المتفشي والنزوح القسري، إذ يجد كثيرون صعوبة في شراء الطعام اللازم. من الواضح أن انخفاض الإنتاج والحصار الأمني ونقص التمويل المتداخلين يخلقون دائرة مفرغة تهدد استقرار المنطقة، ويحولون الأمن الغذائي من مسألة إنسانية إلى تهديد إقليمي متصاعد، فحتى المزارعين يفضلون البقاء بعيدًا عن حقولهم خوفًا من الهجمات.

تظل الحاجة ملحة لتوفير إمدادات الغذاء والدعم المالي لمنع تفاقم الأوضاع، إذ لا تزال البيئة الأمنية تهدد قدرة السكان على الاستقرار والزراعة، بينما يعاني ملايين الأشخاص جوعًا حادًا في انتظار عودة الأمل الذي يمكن أن يوفره الاستقرار والمساعدات المستمرة.