دبي تطالب مالك مول الإمارات بإعادة تشكيل مجلس الإدارة الخاص بها

تهدف دبي إلى تعزيز استدامة “ماجد الفطيم”، وهي إحدى الشركات الرائدة في القطاع الاستهلاكي، من خلال إعادة هيكلة مجلس إدارتها، وذلك بهدف حماية مالك مول الإمارات، في ظل المؤشرات القوية لتوجيه الشركات العائلية نحو تحديث الأجيال، وضمان استمرارية وديناميكية الأعمال العائلية في الإمارات، تسعى السلطات لتجنب أي نزاعات داخلية قد تؤثر على نمو الشركة، التي لطالما كانت توظيف الإماراتيين أحد أهم أهدافها.

إعادة هيكلة ماجد الفطيم

وجهت لجنة قضائية خاصة في دبي بإعادة تشكيل مجلس إدارة الشركة الأم لماجد الفطيم، وذلك لإنهاء سنوات من الاضطرابات بعد وفاة مؤسسها الملياردير، وتوجيه الجهود نحو تأمين مستقبل مالك مول الإمارات، وكان هناك اهتمام إعلامي ملحوظ بتلك التغييرات، حيث كانت صحيفة فاينانشال تايمز أول من نشر خبراً عنها، مشيرة إلى أنها جاءت بناءً على أوامر حكومية

إجراءات الحكومة في إدارة الأصول العائلية

في عام 2022، تم إنشاء لجنة قضائية خاصة من قبل حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بهدف إدارة تركة مؤسس ماجد الفطيم، وجاءت هذه الخطوة في إطار سعي الحكومة إلى ضمان الاستدامة المالية والتشغيل المستمر للشركات ذات القيمة الاستراتيجية، خاصة تلك التي تملك تأثيراً مهماً على الاقتصاد المحلي والإقليمي، حيث تشرف ماجد الفطيم على مجموعة واسعة من الأنشطة من خلال ماجد الفطيم كابيتال

الحوكمة المؤسسية في ماجد الفطيم

أعلنت الشركة في بيان لها أن التغييرات تهدف إلى تطوير الحوكمة بما يتماشى مع المصالح طويلة الأجل للمجموعة، وأكدت الشركة أن هذه التغييرات لن تؤثر على عملياتها الحالية أو على نظام الحوكمة الخاص بها، مشيرة إلى أن مجلس الإدارة سيستمر في العمل بشكل مستقل وتحت إشراف صارم من قبل الجهات ذات الاختصاص

مجلس إدارة جديد لمالك مول الإمارات

ووفقاً لصحيفة فاينانشال تايمز، فإن الشركة الأم لماجد الفطيم تخضع الآن لإشراف خمسة ممثلين حكوميين وأربعة ممثلين عائليين، ويعد هذا التحرك رداً سريعاً على التغيرات المطروحة في ساحة الأعمال العائلية، والتي تحتاج إلى تعديل استراتيجياتها واعتماد نماذج جديدة تواكب التحديات والمستجدات في السوق

التأثير الاقتصادي لماجد الفطيم

ماجد الفطيم تُعد من الركائز الأساسية في الاقتصاد المحلي الإماراتي، حيث تمتلك وتدير مجموعة من المراكز التجارية الشهيرة، بما في ذلك مول الإمارات الذي يُعتبر وجهة سياحية رئيسية في دبي، كما تمتلك الشركة العديد من الفنادق وأماكن الترفيه المعروفة. إيرادات ماجد الفطيم تجاوزت 9 مليارات دولار في العام الماضي، مشيرة إلى النفوذ الكبير الذي تمتلكه الشركة في السوقين المحلي والإقليمي

تاريخياً، لعبت شركات مثل ماجد الفطيم دوراً محورياً في تحفيز النمو الاقتصادي بدولة الإمارات، وما زالت تقدم مساهمات كبيرة في قطاعات مثل التجزئة والسياحة والضيافة، ولذلك، فإن أي تغييرات في هيكلها الإداري تُعتبر ذات أثر بعيد المدى، وحتى عندما يكون هناك تغيير في القيادة أو الحوكمة، يبقى الاستثمار في موارد الشركة وتطوير موظفيها المحليين أولوية قصوى ضمن استراتيجياتها طويلة الأجل.