دراسة علمية تكشف الأساس البيولوجي الحقيقي لتجارب الاقتراب من الموت

تفسير علمي لتجارب الاقتراب من الموت يكشف أن هذه التجارب ليست مجرد هلوسات عصبية عابرة؛ بل تعتمد على أساس بيولوجي معقد ينبع من استجابات الدماغ في المواقف الخطيرة. مع تشابك عوامل مثل نقص الأكسجين وحدوث الحماض الدماغي، يتشكل هذا النموذج البيولوجي لتجارب الاقتراب من الموت، موضحًا كيف ترتبط هذه الظواهر العصبية بالدفاعات التطورية التي تحمي الإنسان في مواجهة الموت.

النموذج البيولوجي لتجارب الاقتراب من الموت وفهم الظواهر العصبية

يُعرف هذا التفسير العلمي باسم نموذج NEPTUNE، وهو اختصار للنظرية العصبية الفيزيولوجية التطورية النفسية لتجارب الاقتراب من الموت، ويستند إلى أحدث البيانات النفسية والعصبية، ليوفر رؤية علمية متكاملة تناقض التفسيرات الغيبية. تبدأ تجارب الاقتراب من الموت بانخفاض كمية الأكسجين في الدماغ أثناء الأحداث الخطيرة مثل توقف القلب، بينما ترتفع في المقابل مستويات ثاني أكسيد الكربون ليحدث ما يُسمى بالحماض الدماغي؛ وهي حالة تنشط بشكل مفرط مناطق محددة في الدماغ، أهمها منطقة تقاطع الفص الصدغي الجداري مع الفص القذالي، المسؤولان عن الإدراك البصري والإحساس بالوعي المكاني. هذا النشاط العصبي المكثف يفسر ظهور بعض الظواهر المحيرة مثل رؤية الضوء الأبيض والانعزال الذهني، ما يجعل النموذج البيولوجي لتجارب الاقتراب من الموت أداة جوهرية لفهم هذه الأحداث.

دور الناقلات العصبية في النموذج البيولوجي لتجارب الاقتراب من الموت

يرتبط النموذج البيولوجي لتجارب الاقتراب من الموت بزيادة غير طبيعية في إفراز عدة ناقلات عصبية تلعب دورًا محورياً في تشكيل التجربة الحسية والعاطفية، مثل السيروتونين، الذي يسبب الهلاوس البصرية الحادة كالضوء الأبيض الساطع والألوان المتوهجة، فضلاً عن الإندورفين وGABA، اللذان يساهمان في توليد شعور عميق بالسكينة والراحة النفسية التي تُشعر بها معظم الأشخاص خلال هذه التجارب. كما يلعب الدوبامين دورًا في تعميق شعور الإدراك الخارق لقرب الموت؛ إذ يزيد من حدة الوعي بالإصابات والمخاطر التي تواجه الشخص، ما يضيف بعدًا نفسيًا مهمًا للنموذج البيولوجي لتجارب الاقتراب من الموت يربط بين الكيمياء العصبية والتجارب الشخصية لهذه اللحظات الحرجة.

الأساس التطوري والنفسي في النموذج البيولوجي لتجارب الاقتراب من الموت

يرى الباحثون أن النموذج البيولوجي لتجارب الاقتراب من الموت يعكس استجابة دفاعية تطورية متقدمة نشأت في الإنسان، تُفعّل عندما يصبح الهروب أو المواجهة مستحيلين، كما في الإصابات الخطيرة فقدان الوعي؛ حيث يلجأ الدماغ إلى حالة انفصال معرفي تتيح التوجه نحو الخيالات الداخلية، ما يساعد في التكيف مع الصدمة وحماية النفس. الدراسة تشير أيضًا إلى أن الأشخاص الذين يعانون من انفصال ذهني متكرر أو يميلون إلى الأحلام اليقظة، خصوصًا خلال مرحلة حركة العين السريعة (REM)، هم أكثر عرضة لخوض هذه التجارب المتعددة الجوانب. هذه العلاقة بين حركة العين السريعة والوعي اليقظ قد تشكل بنية بيولوجية عميقة تسمح للنظام العصبي بتوليد تجارب الاقتراب من الموت التي اختزلها النموذج البيولوجي لتجارب الاقتراب من الموت.

• انخفاض الأكسجين وارتفاع ثاني أكسيد الكربون في الدماغ
• تنشيط مناطق الفص الصدغي الجداري والفص القذالي
• زيادة إفراز السيروتونين والإندورفين وGABA والدوبامين
• حالة انفصال ذهني كاستجابة تطورية

ورغم التقدم في النموذج البيولوجي لتجارب الاقتراب من الموت، تظل عدة تساؤلات قائمة تتعلق بالتركيبات العصبية الدقيقة اللازمة لحدوث هذه التجارب، وأسباب إحساس البعض بتنبؤات أو استبصارات خلال اللحظات الحرجة، وهو ما يستدعي مواصلة البحث العلمي لفك طلاسم هذه الظواهر المدهشة بعيدًا عن التفسيرات الروحية والأسطورية. فهم هذه الجوانب يعزز إدراكنا لكيفية استجابة الدماغ للمحن الحياتية، مسلطًا الضوء على مدى تعقيد التجربة الإنسانية، وتجربة الاقتراب من الموت كنموذج حي للتفاعل بين العقل والجسد في أقصى حالات الخطر.