«دمية ساحرة» تتحدى ترامب والركود.. كيف أصبحت «لابوبو» حديث الأمريكيين؟

«دمية ساحرة» تتحدى ترامب والركود.. كيف أصبحت «لابوبو» حديث الأمريكيين؟
«دمية ساحرة» تتحدى ترامب والركود.. كيف أصبحت «لابوبو» حديث الأمريكيين؟

في زاوية صغيرة من متجر مزدحم في نبراسكا، تحول حلم صغير إلى قصة نجاح تجارية. دُمية “لابوبو”، بتصميمها الغريب والمميز، استطاعت أن تؤسر قلوب الأمريكيين من جميع الأعمار. أصبحت رمزاً جديداً لجيل يبحث عن الغرابة والتميز في عالم يتسارع فيه كل شيء، وتؤكد كيف يمكن للبساطة أن تجمع بين الفكرة غير التقليدية والسحر الخفي.

دُمية لابوبو تتألق وسط الركود الاقتصادي

في وقتٍ بات الركود الاقتصادي يلقي بظلاله على سوق السلع الفاخرة، استطاعت دمية “لابوبو” أن تقلب الموازين تماماً. بسعر مناسب يبدأ من 40 دولاراً، قدمت هذه الدمية مزيجاً مذهلاً من البساطة، الشعور بالمفاجأة، والأناقة الرمزية. بفضل شركة “بوب مارت” الصينية، تحوّلت هذه اللعبة إلى ظاهرة عالمية، حيث تجاوزت أرباحها في الولايات المتحدة وحدها نمواً بنسبة 900%، ما يُعادل حوالي 410 ملايين دولار. ويستدل من ذلك على أن السلع الفاخرة ليست دائماً المعيار للفخامة.

الحقيقة أن الطلب على “لابوبو” لم يكن محصوراً فقط، بل غزت الأسواق العالمية وبدأت تنافس بقوة، حتى أن الأسواق الثانوية باتت تبيع الإصدارات النادرة بأسعار تصل إلى مئات الدولارات. يبرز أسلوب التسويق أيضاً كعامل رئيسي للنجاح، حيث تعتمد شركة “بوب مارت” على مفهوم “الصندوق الغامض”، وهو ما يجعل تجربة الشراء مشوّقة ومليئة بالمغامرة.

لماذا أصبحت دُمية لابوبو رمزاً لجيل جديد؟

تبتعد “لابوبو” كل البعد عن نماذج الدمى المثالية والغريبة الجمال التي عرفناها. بملامح غريبة تجمع بين الجاذبية والقبح أحياناً، استطاعت هذه الدمية جذب اهتمام جيل يقدر الغرابة والتميز. الجيل “زد”، على وجه الخصوص، يعشق ما يتحدى التقاليد ويبحث عما يجذب الأنظار. بل إن هذه الدمية أصبحت موضة في أيدي المشاهير مثل ريانا وأعضاء بعض الفرق العالمية، حتى إن حملها بات رمزاً للأناقة الغريبة.

رغم السمات غير التقليدية، ارتبطت “لابوبو” أيضاً بتوجه جيل جديد نحو مشاركة تجاربهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة عبر فتح “الصناديق الغامضة” التي تحظى بعدد مشاهدات هائل.

التحديات والفرص أمام “بوب مارت”

بينما تحتفل شركة “بوب مارت” بنجاح غير مسبوق، تواجه تحديات حقيقية مثل التوترات الاقتصادية والسياسية بين الولايات المتحدة والصين، فضلاً عن ظهور نسخ مقلدة من “لابوبو” بأسماء وأشكال مشابهة. وللتصدي لتلك المخاطر، بدأت الشركة بتوسيع خطوط إنتاجها وزيادة متاجرها المادية في مدن عالمية مثل باريس وبانكوك.

لا يمكن إنكار أن نموذج “لابوبو” يُعيد إلى الأذهان هوس الألعاب في التسعينيات مثل “هابي ميل” و”بياني بيبيز”. ولكن الفرق يتمثل في تقنيات التسويق الرقمية اليوم التي تدفع مبيعات هذه الدمية إلى مستويات قياسية.

أبرز الإحصائيات الأرقام
إيرادات “بوب مارت” 1.8 مليار دولار أمريكي
إيرادات “لابوبو” 410 ملايين دولار
النمو في الأسواق الخارجية 375%
النمو في السوق الأمريكية 900%

بين النجاح والعقبات، تثبت دمية “لابوبو” أن الأفكار البسيطة مع التنفيذ المدروس قادرة على إشعال ثورة تجارية كبيرة. إنها ليست مجرد لعبة، بل انعكاس لاحتياجات جيل يبحث عن الهروب والتميز من ضغوط الحياة اليومية.