«ذكرى رحيل المايسترو».. صالح سليم أسطورة خالدة لا تغيب شموعها

«ذكرى رحيل المايسترو».. صالح سليم أسطورة خالدة لا تغيب شموعها
«ذكرى رحيل المايسترو».. صالح سليم أسطورة خالدة لا تغيب شموعها

يعد المايسترو صالح سليم أيقونة النادي الأهلي الخالدة، ومع حلول الذكرى الثالثة والعشرين لرحيله، ما زالت ذكراه حية في قلوب عشاق الرياضة المصرية والعربية. فهو ليس مجرد قائد لفريق الكرة أو رئيس للنادي الأهلي، بل كان رمزًا لفكر رياضي فريد نشأ وترعرع على مبادئ القلعة الحمراء، تاركًا إرثًا يستمر في التأثير حتى وقتنا الراهن.

صالح سليم: مسيرة رياضية حافلة لم تتكرر

بدأ صالح سليم مشواره الكروي بشكل استثنائي عندما شارك مع الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي في موسم 1948 خلال الدوري المصري، حيث بدأ يتألق بسرعة فائقة وأثبت أنه لاعب من طراز عالمي. سجل 92 هدفًا خلال مسيرته كلاعب مع النادي وحقق 20 بطولة متنوعة جعلته النجم الأبرز في الكرة المصرية خلال تلك الحقبة، كما كان من أوائل اللاعبين المصريين الذين خاضوا تجربة الاحتراف الخارجي مع نادي جراتس النمساوي؛ تلك التجربة القصيرة التي أثبتت كفاءته الهجومية بتسجيله 7 أهداف في 8 مباريات.

أحد إنجازاته الفردية التي ستبقى محفورة في ذاكرة جمهور الأهلي كان رقمه القياسي بتسجيل 7 أهداف في مباراة واحدة ضد الإسماعيلي في الدوري موسم 1958؛ رقم لم يُكسر حتى اليوم وكان تجسيدًا حقيقيًا لموهبته الاستثنائية كلاعب.

مساهمات صالح سليم كرئيس للنادي الأهلي

القصة لم تنتهِ بانتهاء مشوار صالح سليم كلاعب كرة قدم. حمل المايسترو على عاتقه مسؤولية الإدارة في النادي الأهلي، ليبدأ مرحلة جديدة ومليئة بالتحديات. عُرف بإدارته الحكيمة التي تجسدت في تحقيق 53 بطولة محلية وقارية خلال فترات رئاسته الممتدة من 1980 حتى 1988 ثم بين 1990 و2002. أيضًا كان أول رئيس يُقرر إنشاء ميثاق الشرف للأهلي تحت شعار “الأهلي فوق الجميع”، وهي عبارة توضح فلسفته الإدارية التي تهدف إلى تعزيز قيم النادي.

ومن أبرز قراراته الإدارية كان إيقاف 16 لاعبًا دعموا استقالة المدير الفني محمود الجوهري موسم 1985، ومع ذلك، أثبتت قراراته الجريئة نجاحها حينما صعد بفريق الشباب لخوض نهائي كأس مصر أمام الزمالك ليتوجوا باللقب.

إرث المايسترو في القلعة الحمراء

شموع صالح سليم ما زالت مضيئة في القلعة الحمراء، فقد رسخ مبادئ راسخة لم تتغير رغم مرور السنوات. كانت فلسفته تعتمد على أن النادي الأهلي ملك لجماهيره ومشجعيه، وهو المعنى الذي صاغه في عبارته الشهيرة “الأهلي ملك لمن صنعوه ومن صنعوه هم مشجعوه”، لتبقى هذه الكلمات نبراسًا في تاريخ النادي وحجر أساس لمبادئه.

إسهام صالح سليم لم يقتصر على الإنجازات الرياضية والإدارية، بل امتد إلى تعزيز الروح الجماعية وإعادة تكوين علاقة قوية بين الإدارة والجماهير. برحيله، فقدت الرياضة المصرية رمزًا لا يتكرر، لكن إرثه العظيم سيظل خالدًا في ذاكرة كل محب لكرة القدم والنادي الأهلي.